أكثر من مليوني مصل يشهدون ختم القرآن الكريم في المسجد النبوي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
امتلأت أروقة المسجد النبوي الشريف وساحاته والسطح الليلة بأكثر من مليوني مصل من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين من داخل وخارج المدينة المنورة الذين حرصوا على أن يشهدوا ليلة ختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك الجاري، وسط أجواء روحانية وإيمانية مفعمة بالأمن والأمان.
وباشرت جميع الجهات ذات العلاقة بتوجيه ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة تقديم خدماتها وتوفير جل طاقاتها البشرية والآلية لكي يؤدي المسلمون عباداتهم في أجواء روحانية إيمانية يسودها الخشوع والراحة والطمأنينة في ظل رعاية شاملة ومنظومة خدمات متكاملة لتحقيق أقصى درجات النجاح للخطط التشغيلية التي وضعتها تلك الجهات المنتشرة داخل وخارج المسجد النبوي والساحات المحيطة والطرقات المؤدية إليه .
وفي هذا الخصوص تنفذ الجهات الأمنية بالمدينة المنورة خططها من خلال التركيز على تنظيم وصول المركبات إلى المنطقة المركزية ومواقف المسجد النبوي وعبور المشاة بشكل انسيابي من جميع المحاور والاتجاهات ، حيث شملت الخطة الأمنية لشرطة منطقة المدينة المنورة نشر الأفراد السريين لمكافحة جرائم النشل والسرقات والخطة المرورية للمركبات وعملية نقل المصلين عبر حركة النقل الترددية بتهيئة كافة إمكاناتها البشرية والآلية لخدمة المصلين وزائري المسجد النبوي والمساجد والمواقع التاريخية خلال شهر رمضان وتقديم كامل الخدمات وتوفير الإمكانيات اللازمة لخدمة الزوار لتهيئة الأجواء الروحانية والإيمانية داخل وخارج المسجد النبوي الشريف من خلال منظومة متناغمة وتنسيق متواصل بين جميع الجهات الأمنية بالمدينة المنورة لتقديم خدماتها لزوار المسجد النبوي الشريف ، فيما حرصت إدارة مرور المدينة المنورة على نشر أفرادها وآلياتها في محيط المنطقة المركزية لمنع وقوف المركبات على جانبي الطرقات المؤدية إلى المسجد النبوي لتسهيل حركة السير ورفع المركبات المخالفة فورا .
وفي سياق متصل تنفذ قوة الطوارئ الخاصة بمنطقة المدينة المنورة ضمن استعداداتها منذ وقت مبكر لشهر رمضان المبارك خطة استثنائية لليلة التاسع والعشرين من هذا الشهر الكريم “ختم القرآن الكريم” بكامل قوتها البشرية التي يصل عددهم 4000 ضابط وفرد لتوفير الأمن والحماية اللازمة للزوار والمصلين وتقديم المساعدة للضعفاء والعجزة وكبار السن والعمل على تنظيم وإدارة الحشود داخل المسجد النبوي وفي الساحات المحيطة بالمسجد بعمل مسارات وممرات تضمن وصول المصلين إلى أروقة المسجد وكذلك الخروج منه بعد أداء الصلاة لما تتركز الكثافة في هذه الليلة المباركة ، كما تستعد قوة الطوارئ الخاصة لصلاة العيد وذلك بعمل خطة استثنائية لمباشرة هذه المهمة برفع الجاهزية 100 % ، حيث أن نقطة الارتكاز للحشود في يوم العيد بالذات يكون على باب السلام لذلك فإن العمل على باب السلام يقوم على أساس تفويج الزوار إلى المواجهة الشريفة على دفعات بما تسمح به الطاقة الاستيعابية للمواجهة الشريفة وبما ينظم سلامة الزوار.
وتملك قوة الطوارئ الخاصة الخبرة التراكمية في إدارة الحشود من خلال الإمكانات البشرية والمادية ذات كفاءة عالية مكنتها بفضل الله من تنفيذ المهام الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب بكل قوة وتميز لبالغ الاهتمام والرعاية الخاصة التي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ مع تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن في مكة المكرمة وزائري المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، بالإضافة إلى الاهتمام الخاص التي تحظي به قوات الطوارئ الخاصة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ــ يحفظه الله ـــ بدعمه وتوجيهاته السديدة والتوجيه بأن تكون القوات الخاصة احترافية في جميع أعمالها الميدانية والتنظيمية.
وقد بدأت قوة الطوارئ الخاصة تطبيق خطتها لشهر رمضان المبارك قبل حلول الشهر الفضيل بأسبوع ، حيث بدأت بتنفيذ هذه الخطة من خلال تنظيم الحشود في المواجهة الشريفة لقبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بدأ من عملية التفويج من الروضة الشريفة وباب السلام وحتى خروج الزوار عبر باب البقيع ، إضافة إلى ما هو مسند لهذه القوة من مهام دائمة في تنظيم الزيارة في بقيع الغرقد ومع اقتراب نهاية هذا الشهر على الوداع ترفع قوة الطوارئ الخاصة من جاهزيتها استعدادا للعشر الأخيرة من هذا الشهر الكريم وتحديد الاستعداد لاستقبال الزوار والمصلين ليلتي السابع والعشرين والتاسع والعشرين ليلة ختم القرآن بوضع خطة لإدارة الحشود في هاتين الليلتين بوجه خاص حيث تتضمن هذه الخطة المحافظة على ممرات المشاة في الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف ومنع الجلوس أو الصلاة فيها ضمانا لوصول المصلين إلى المسجد بيسر وسهولة ، كما تقدم هذه القوة من الدعم والمساندة للجهات الأمنية والخدمية العاملة بالمسجد النبوي الشريف في تكامل يحقق المصلحة العامة ويعكس الصورة المشرفة لطيبة الطيبة ويبرهن على حسن التعاون والتنسيق بين كل الجهات إلى جانب ذلك فإن القوة ولله الحمد على أتم الاستعداد والجاهزية لمباشرة ما يسند إليها من مهام تتعلق باختصاصاتها الرئيسية كمكافحة الإرهاب ومكافحة الشغب .
من جهتها كثفت وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي خدماتها المباشرة لمواكبة كثافة المصلين الذين توافدوا مبكراً إلى المسجد النبوي فضلا عن آلاف المعتكفين الذين يقضون ليلتهم ما قبل الأخيرة في رحابه , وذلك امتدادا لخطتها التشغيلية للعشر الأواخر من الشهر الفضيل من خلال فرش جميع المسجد النبوي وسطحه والأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات الغربية والشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية بأكثر من 16 ألف سجادة ومدة إلى جانب تجهيز المساحة الغربية وتخصيصها كمصلى للنساء وتم فتح الممرات في الساحات وداخل المسجد النبوي والسطح ونشر المراقبون الميدانيون الذين تولوا تنظيم صفوف المصلين وتوجيههم للأماكن الخالية وكذلك توجيه النساء لأقسامهن والساحات المخصصة لهن.
وتورد رئاسة المسجد النبوي أكثر من 300 طنا من مياه زمزم يوميا إلى جانب توفير 15 ألف حافظة من مياه زمزم المبردة داخل المسجد النبوي وسطحه و40 خزانا من المياه الباردة مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد , بالإضافة إلى عشرين موقعا للمشارب تحوي 385 نافورة شرب في ساحات المسجد النبوي وكذلك الاستفادة من مشروعات خادم الحرمين الشريفين لتظليل ساحات المسجد النبوي الشريف من خلال 250 مظلة لحماية المصلين والصائمين من حرارة الشمس ومن الانزلاق عند نزول المطر فضلا عن تشغيل 436 مروحة رذاذ لتلطيف الجو الحار في ساحات المسجد النبوي الشريف لينعم المصلين والمشاة بجو لطيف.
وفي مجال الصحة , هيأت المديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة المدينة المنورة جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية لخدمة المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك وكذلك الخدمات الإسعافية والوقائية والعلاجية في المنشآت الصحية ، بالإضافة إلى متابعة الإجراءات في منافذ الدخول الجوية والبحرية وتفعيل خدمات الطوارئ بالمستشفيات الواقعة على الطرق السريعة المؤدية إلى المدينة المنورة ومتابعة مواقع سكن المعتمرين من خلال إدارة الصحة العامة لتقديم الخدمات الطبية المتكاملة والمميزة للمعتمرين وزوار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال أيام الشهر الفضيل .
في حين تتولى عشرة مستشفيات إلى جانب خمسة مراكز للرعاية الصحية الأولية تقديم الخدمات الصحية وثلاثة مراكز للمراقبة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة ومركز مراقبة أخر بمطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بمحافظة ينبع ومركز المراقبة الصحية في ميناء ينبع , بالإضافة إلى تهيئة المراكز الصحية الموسمية لخدمة الزائرين وتشمل صحي باب جبريل الواقع بالجهة الشرقية الجنوبية من المسجد النبوي بجوار بقيع الغرقد ومركز صحي الصافية الواقع جنوب المسجد وتدعيم المراكز الواقعة في محيط سكن المعتمرين والزوار بالكوادر الطبية التي تتضمن مركز صحي قباء ومركز صحي الأنصار ومركز صحي أحد للرعاية الصحية الأولية وكذلك المراكز الصحية الموسمية بالطرق المحورية المؤدية من وإلى المدينة المنورة التي تتضمن مركز صحي اليتمه على طريق الهجرة ، كما يتم دعم المركز في أوقات الذروة بشهر رمضان بأخصائي الجراحة العامة والعظام والأطباء المقيمين إلى جانب تقديم الخدمات الصحية في مركز الرعاية الصحية الأولية بالصلصلة .
من جهتها كثفت أمانة منطقة المدينة المنورة من خلال تحقيق أرقى معايير مراقبة جودة وسلامة المنتجات الغذائية والمياه ومواجهة الزيادة المتوقعة في كمية النفايات في مناطق إقامة المعتمرين والزوار، الجولات الرقابية لجميع المحلات المتعلقة بالصحة العامة التي يبلغ عددها أكثر من 7000 محلا إلى جانب التعاقد مع إحدى الشركات الاستشارية المتخصصة لتحسين أساليب الرقابة الصحية على هذه المنشآت والمحلات بمشاركة نحو أكثر من 80 كادرا من الأطباء والمراقبين الصحيين وتطبيق معايير نظامي الحاسب وآيزو على جميع المنشآت التي تعمل في مجال تصنيع وإعداد المنتجات الغذائية بما في ذلك المطابخ والفنادق ومصانع الأغذية .
بدورها نشرت إدارة الدفاع المدني بالمدينة المنورة أفرادها وآلياتها لتنفيذ خطة القطاع لليلة ختم القرآن الكريم من خلال تسخير تجهيزاتها في مختلف المراكز الموسمية والمساندة للتعامل مع الطوارئ لتحقيق أعلى درجات الفاعلية والاستجابة للأخطار , بالإضافة إلى نشر وحداتها في أماكن الازدحام في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، أما الهلال الأحمر السعودي بالمدينة المنورة فقد قام بتوزيع آلياته وفرقه الطبية الإسعافية بمحاذاة ساحات المسجد النبوي لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للزائرين والمصلين ، بالإضافة إلى نقل الحالات الطارئة للمستشفيات والمراكز الصحية الموسمية بواسطة سيارات الإسعاف المجهزة بالأجهزة الطبية اللازمة والعربات المخصصة لنقل المرضى وذلك في إطار خطة تركز على تكثيف الخدمات الصحية والعلاجية للزوار والمعتمرين.