السعوديون ضمن قائمة 2016 لأكثر 10 شعوب بدانة في العالم
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ربما لا نُفشي سراً إذا قلنا إن شعوبَ العالم تزداد بدانةً باستمرارٍ على مر السنين، ففي كل بلد تقريباً، تزدادُ معدلات السمنة: في الدول الفقيرة والدول الغنية، ولدى الشباب وكبار السن. ومن السهولة بمكان تتبعُ أسبابِ زيادةِ السمنة وفهمها، فالمزيد من الناس ينتقلون إلى المدن، وفي المدن، هناك سهولةٌ أكبر في الحصول على الأطعمة الرخيصة غير الصحية.
كما أن الناس ليسوا بحاجة إلى التحرك كثيراً، وغالباً ما يقضون أياماً كاملة جالسين إلى المكاتب أو وراء أجهزة الكمبيوتر، حيث لا يحرقون ما يكفي من السعرات الحرارية التي يلتهمونها.كما باتت إمكانيةُ الحصولِ على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية أكبر من أي وقتٍ مضى، وغَدَتْ أنماطُ حياتنا مَيَّالَةً أكثر وأكثر للجلوس.
وفي العام 2016، يمكن توصيف نحو 40% من البالغين في العالم على أنهم بدناء، وفقاً لما نشره موقع gazettereview. ففي أكثر من 100 بلد، يعاني أكثر من نصف السكان البالغين من فرط الوزن.
ووفقا لما أورد موقع “هافنجتون بوست بالعربي” ، يموتُ الملايين من الناس سنوياً بسبب المشاكل المرتبطة بالسمنة، فحالاتُ مرض السكري، وأمراض القلب، وسواها من المشاكل، آخذةٌ في الارتفاع.
وشهدت إمداداتُ الغذاءِ العالمية زيادةً مُطَّرِدَة، الأمرُ الذي نَجَمَ عنه منافع ضخمة في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه، لم تكن الدول قادرة حقاً على تغيير معدلات السمنة المقلقة.
ويعتقد الكثير من الأميركيين أنهم ربما يعيشون في أكثر بلدان العالم التي يعاني سكانها من البدانة. وفي حين أن هذا ليس صحيحاً، لكنهم أيضاً يحتلون مرتبة على قائمة العشر الأوائل.
ونقدم فيما يلي قائمة بأكثر عشر بلدان في العالم تعاني شعوبها من البدانة في عام 2016.
10. الولايات المتحدة الأميركية– 31.8%
يَذيْعُ صيتُ الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم كونها إحدى أكثر الدول التي يعاني سكانها من البدانة، كما يُنظر إليها من قبل العديد من الدول باعتبارها دولة مترفة.
وصورت بعض الأفلام الوثائقية، مثل “Supersize Me”، الإدمان الواضح في البلاد على الوجبات السريعة والاستخفاف بالأفكار الأساسية المتعلقة بالأكل ونمط المعيشة الصحيين.
لذلك، ليس الأمر بهذا السوء، أن تحتل الولايات المتحدة المرتبة العاشرة، إذ إن أقل من ثلث السكان مصابون بالبدانة.
ومع ذلك، فوجودها على هذه القائمة ملفت للنظر، لأن لديها مستوى معيشة أعلى من البلدان الأخرى على هذه القائمة. فهي أغنى وأقوى دولة في العالم، وبذلك ينبغي أن لا تكون متخلفة عن ركب بلدان مماثلة عندما يتعلق الأمر بصحة سكانها.
وبطبيعة الحال، ثمة مشاكل أخرى تعانيها أميركا بالمقارنة مع الدول الغربية المشابهة، مثل محو الأمية، والمساواة، والأمن.
والأخبار الجيدة بالنسبة للولايات المتحدة، هي أن عدد الناس الذين يعانون من فرط الوزن قد انخفض في الآونة الأخيرة.
أما الأخبار السيئة فهي أن النسبة المئوية للناس الذين يعانون من السمنة آخذة في الازدياد.
9. المكسيك – 32.8٪
تحتل المكسيك المرتبة التاسعة على هذه القائمة لأكثر شعوب العالم بدانة، بمعدل سمنة يعاني منه نحو ثلث سكانها.
وكما هو الحال في الولايات المتحدة، تعد النسبة المئوية للأشخاص الذين يعانون من فرط الوزن والسمنة في البلاد قضية خطيرة على الصحة الوطنية.
وما أسهم في ارتفاع معدل السمنة في المكسيك بشكل رئيسي هو تقديم الأطعمة المعالجة والدهنية والسكرية السائدة في الدول الغربية لعامة السكان في الآونة الأخيرة.
فحتى ثمانينات القرن الماضي، كان النظام الغذائي النموذجي في المكسيك يتكون بمعظمه من المنتجات الطازجة والمكونات الطبيعية.
ويقال إن المكسيك هي أكبر مستهلك للكوكاكولا في العالم، ومن الواضح أن سكانها يشربون كميات هائلة من المشروبات الغازية.
وكرد فعل على ذلك، أعلنت الحكومة مؤخراً فرض ضريبة على المشروبات الغازية، وأضافت ضريبة قدرها حوالي بيزو واحد على سعر كل مشروب غازي، الأمر الذي يهدف إلى كبح معدل شرب المكسيكيين للمشروبات غير الصحية.
وما يزال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان لضريبة المشروبات الغازية في المكسيك تأثير إيجابي على الصحة في البلاد.
8. قطر – 33.1٪
عندما يكون بلدٌ ما قادراً على أن يصبح غنياً بسرعة اعتماداً على موارده الطبيعية، فثمة طريقتان يمكن أن تؤثرا على الصحة العامة؛ إحداهما هي تحسن الحالة الصحية في البلد، حيث يصبح الطعام أكثر توافراً وأعلى جودة، جنباً إلى جنب مع تحسن معايير الصحة والسلامة.
وفي حالة قطر، لسوء الحظ، ترافقت الزيادة الكبيرة في ثروات البلاد مع تراجع الحالة الصحية.
فقطر هي أغنى دولة في العالم من حيث دخل الفرد فيها. ويقال إنها الدولة العربية الأكثر تقدماً، ولها تأثير كبير على السياسة العالمية مقارنة بصغر حجمها وعدد سكانها.
ومع ذلك، يقول البعض إن نصف سكان قطر على الأرجح يعانون من السمنة، وأنهم يواجهون أزمة في ارتفاع معدلات مرض السكري لدى الأطفال.
وقد انتشرت سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الغربية في كل مكان في قطر، كما أدى التحديث والنمو السريع في البلاد لنمط حياة أكثر استقراراً وأقل نشاطاً، وتضافرت هذه العوامل وسواها لتضع قطر على هذه القائمة لأكثر شعوب العالم بدانة.
7. جنوب أفريقيا – 33.5٪
تعد جنوب أفريقيا الأولى بين عدد قليل من الدول الأفريقية التي تظهر على هذه القائمة.
وتعاني العديد من البلدان الأفريقية حالات قصوى من الفقر ونقص التغذية، الناجمة عن عدم كفاية الإمدادات الغذائية، وانعدام المساواة، وسوء أنظمة توزيع الغذاء.
ومع ذلك، فإن السمنة آخذة بالازدياد في العديد من البلدان التي تعاني من معدلات جوع عالية.
ويبدو الأمر غير معقول، ولكن يُعتقد أن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة في البلدان النامية قد تضاعف ثلاث مرات أو أربع مرات في العقود القليلة المنصرمة.
وهذا ناجم بالتأكيد عن الطعام غير الصحي إلى حد كبير، الذي يسبب فرط الوزن للناس، ولكن لا يغذيهم على نحو ملائم، كما أنه نتيجة لانعدام المساواة والفساد المجحفين.
وفي جنوب أفريقيا، يعتقد البعض أن ما يقارب نصف إجمالي الوفيات في البلاد سببه النوبات والجلطات القلبية، التي عادةً ما يمكن أن تُعزى إلى فرط الوزن والسمنة.
6. الإمارات العربية المتحدة – 33.7٪
تتشارك الإمارات العربية المتحدة الكثير من الأسباب والآثار المترتبة على السمنة مع دبي.
وحلت الثروة النفطية على البلاد بسرعة كبيرة جداً، ورافقها نظام غذائي على النمط الغربي الذي يعتمد على الوجبات السريعة التي لم يعتد عليها السكان.
وفي الولايات المتحدة، تعد معدلات السمنة لدى الرجال أعلى من معدلاتها لدى النساء، أما في الإمارات العربية المتحدة، فالعكس هو الصحيح، حيث تزيد نسبة السمنة لدى الإناث بنحو 6% عن الذكور في البلاد.
كما يشير بعض الناس إلى أسباب تاريخية للسمنة في دول مثل الإمارات العربية المتحدة.
فتاريخياً، يمكن أن يُنظر إلى البدانة كعلامة على الثروة أو السلطة في العالم العربي، وربما تكون مثل هذه الأفكار ما تزال سائدة في بعض المجتمعات، مع وجود معلومات خاطئة عن المخاطر الصحية للحفاظ على جسم يتسم بالسمنة المفرطة.
5. الأردن – 34.3٪
ثمة أوجه شبه بين الأردن والإمارات العربية المتحدة عندما يتعلق الأمر بمشكلة السمنة.
فعلى سبيل المثال، السمنة أكثر شيوعاً لدى النساء منها لدى الرجال، والفرق واضح بصورة خاصة في الأردن، حيث يبلغ معدل السمنة لدى النساء ضعفه لدى الرجال.
وتم الربط بين سن الزواج والسمنة في هذا البلد، إذ يترافق مع الزواج نمط الحياة المقيد، والبطالة، وأسلوب حياة يُفضي إلى زيادة الوزن، فضلاً عن الزواج المبكر.
ورأت منظمة الصحة العالمية في التدخين والثروة عوامل أخرى تساهم في ارتفاع معدل السمنة في الأردن وتضعه في مصاف الدول ذات الشعوب الأكثر بدانة.
4. مصر – 34.6٪
مثل العديد من البلدان في هذه القائمة عن أكثر شعوب العالم بدانة، فإن سبب المشاكل في مصر يعود جزئياً على الأقل إلى سرعة عجلة التصنيع.
ففي مصر، تبلغ نسبة البدناء في المدن ضعف نسبتهم في الأرياف. وتعد وفرة الوجبات السريعة الرخيصة غير المغذية، جنباً إلى جنب مع نمط حياة أقل نشاطاً، مزيجاً خطيراً. وكانت النتائج محزنة، لا سيما في مصر.
فمصر لديها أعلى معدلات مرض السكري في العالم، والمراهقون في البلاد يشربون كميات هائلة من المشروبات الغازية، الأمر الذي يجعل شعبها الأكثر بدانة في أفريقيا.
3. بيليز (أميركا الوسطى) – 34.9٪
من المثير للقلق دائماً رؤية بلد يتسلق بسرعة قائمة أكثر شعوب العالم بدانة مثل هذا البلد.
وفي حين أن مشكلة السمنة في دول مثل مصر كانت مثار نقاشٍ على نطاق واسع جداً وتوثيقٍ ناهز بضعة عقود، فإنه لم يكن يعتقد أن لدولة بيليز مشكلة مع السمنة حتى وقت قريب.
وإذا لم تكن تعرف بيليز، فهي دولة في أميركا الوسطى، إلى جنوب المكسيك، ولغتها الرسمية هي اللغة الإنكليزية وهي الدولة الوحيدة في أميركا الوسطى التي تندرج في هذه القائمة.
بيد أن هذا لا يعني عدم وجود مشكلة سمنة في المنطقة، فقد سبق واستعرضنا المكسيك، كما أن شعبي فنزويلا وترينيداد وتوباغو يعانيان من مشاكل سمنة خطيرة.
كما أن معدلات السمنة آخذةٌ في الارتفاع جنوباً، في دول أميركا الجنوبية الأكثر ثراء، مثل تشيلي والأرجنتين.
2. المملكة العربية السعودية – 35.2٪
السعودية هي دولة أخرى شهدت ارتفاعاً فظيعاً في وضعها بين أكثر دول العالم التي تعاني شعوبها من السمنة.
فقبل أقل من عقد من الزمن، كشفت دراسة وضعتها مجلة فوربس أن المملكة العربية السعودية بالكاد تلامس المرتبة الثلاثين في قائمة الشعوب الأكثر سمنة.
واليوم، تحتل ثاني أسوأ مرتبة متعلقة بمشكلة السمنة في العالم.
ويُعتقد أن أكثر من ثلث النساء في المملكة العربية السعودية يعانين من مشاكل أو مضاعفات صحية ناجمة مباشرة عن مشاكل زيادة الوزن.
وتزعم بعض الدراسات، أن مشكلة السمنة في المملكة العربية السعودية قد تكون أسوأ بكثير من الرقم المذكور هنا، مع أرقام منشورة تبلغ نسبة 70٪.
وكحالة العديد من البلدان في هذه القائمة، فإن معدل السكري آخذ في الارتفاع بسرعة.
وفي المملكة العربية السعودية، فإن المشاكل المرتبطة بالسمنة ليست مدرجة في خطط التأمين الصحي، وهذا يعني أن الناس في المملكة يدفعون مبالغ كبيرة من المال نتيجة مشاكل وأمراض يعانون منها نتيجة السمنة.
1. الكويت – 42.8٪
تربعت الكويت على عرش الشعوب الأكثر بدانة في العالم في السنوات الأخيرة.
وعادة ما يُعتقد أن حبهم للوجبات السريعة قد أدى إلى الارتفاع الخطير في معدلات السمنة.
ويعد 13٪ من الناس في العالم بأسره مصابون بالسمنة. فيما تزيد نسبة الذين يعانون من السمنة في الكويت عن ثلاثة أضعاف هذا الرقم.
ويحدد فرط الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم يبلغ 25 أو أكثر، وتحدد السمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم يبلغ 30 أو أكثر.
وقد أدى ارتفاع معدل استهلاك الوجبات السريعة في الكويت لإدخال فكرة أميركية أخرى، هي تدبيس المعدة. ويعتقد أن الكويت تسجل أعلى معدلات تدبيس معدة في العالم.
ويتم إجراء حوالي خمسة آلاف عملية تدبيس معدة في سنة معينة في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة.
ومثل البلدان الأخرى في هذه القائمة، فإن زيادة الازدهار الناجمة عن النفط، وتدفق الأغذية الأميركية، والأفكار الثقافية المختلفة حول الوزن والأكل، أدت جميعها إلى معدلات عالية جداً من فرط الوزن والسمنة لدى الشعب الكويتي.