اعتذار الغنوشي !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أعترف بأنني لست مغرما أو معجبا براشد الغنوشي، فمواقفه المخجلة من الغزو العراقي للكويت، ومناصرته للعدوان ومعاداته للمملكة مازالت عالقة في ذهني كما هي عالقة جميع المواقف التي عرت أصحابها من عرب وإسلاميي الشعارات القومية والحزبية في تلك الفترة الحرجة!
لكن لا بد من أن أتوقف عند مراجعاته الأخيرة، فالنقد الذاتي الذي مارسه ووجهه يختلف عن معظم مراجعات المنتمين لتيارات الإسلام السياسي ممن تمردوا أو انشقوا عن الحركات الإسلامية، فالغنوشي ليس عضوا عاديا، بل هو من أبرز المنظرين في التيار الإسلامي السياسي، وتصدر دائما منصة خطابه ومنضدة قراره، ومن هنا تعتبر مراجعاته الأخيرة برأيي نقطة تحول أساسية في المستقبل الذي ينتظر الحركات والتنظيمات الحزبية الإسلامية وخصوصا حركة الإخوان المسلمين التي عانت في السنوات الأخيرة تشرذما هائلا !
كانت معظم حركات الإسلام السياسي كالإخوان والجماعة الإسلامية تستمد قوتها من مبادئ إسلامية جاذبة لأجيال تبحث عن الكمال والمثالية والعودة إلى جذور نقاء عصر الإسلام الأول، لكن قلة كانوا يدركون ما وراء كواليس هذه الحركات من صراعات على النفوذ وسعي لتكريس نهج التبعية العمياء للسيطرة على الأتباع، حتى جاءت مكاشفات المنشقين ونشرهم لتجاربهم الشخصية لتكشف وجها آخر لا يخلو من الندوب والتشوهات!
أما مراجعات الغنوشي واعترافاته بانحراف المسار والأخطاء التي ارتكبت وأضرت بالمشروع السياسي الإسلامي فإنها لن تكتمل إلا باعتذار للأجيال التي استغلت مشاعرها وضللت أفكارها وسخرت طاقاتها لخدمة أهداف مُقَنَّعة!
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”