المسيار ومشرعنو الرذيلة !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قرأت خبرا في إحدى الصحف وهو ليس بغريب، فحواه «السجن والجلد لمنكري نسب أبناء المسيار»، وهذا ليس في إندونيسيا أو الهند، بل في السعودية ومن أمهات سعوديات.
يقول أحد المتزوجين «مسيارا» : اتفقت معها على هذا الأساس: أسافر من مدينة أبها كل أربعاء إلى الرياض وأعود يوم الجمعة، وفي سفرتي الأخيرة إليها خرجت من المنزل وقت صلاة العشاء وذهبت إلى المطار لكن القدر شاء أن تتأخر الرحلة خمس ساعات، فاضطررت إلى العودة إلى زوجتي في المنزل لقضاء عدد من الساعات معها، ففوجئت بوجود سيارة خارج المنزل وبرجل يرتدي لباس المنزل ويجلس بجانب زوجتي وكانا يتبادلان الأحاديث والضحك وهما يتابعان التلفزيون، حاولت أن أسيطر على نفسي، لكني وجدته يحاول الهجوم علي والدفاع بقوة وثقة عن نفسه وعن «زوجته»!!
القصة أعلاه ساقها أحدهم في صحيفة محلية أخرى وغيرها الكثير من القصص وسردها هنا سيحتاج صفحات «عكاظ» كلها ولأسابيع متواصلة.
عندما نردد دوما أننا مجتمع محافظ ومتدين وذو خصوصية.. إلخ فهل يتفق كل ذلك مع بعض قصص المسيار المريعة التي لا تنم إلا عن انحلال وشرعنة للرذائل تحت ستار الدين؟
قد يقول البعض إن المسيار حل لمن لا تستطيع التخلي عن أطفالها أو تخشى فقد حضانتهم أو من تحتاج دعما ماديا أو معنويا، وهذا «قد» يقبل ولكن أن يصبح المسيار «هواية» للبعض دون حساب لتبعاته اجتماعيا فهذا ما يرفضه العقل حقيقة.
وهذا ليس إلغاء لهذا النوع من الزواج بقدر ما نسعى لوضعه في مكانه الصحيح حيث شرع لبعض الحالات الخاصة جدا كما أسلفت وليس أن يصبح عبثا في الخفاء لتهوي معه كل القيم بطريقة بشعة ومقززة والتفاف مؤسف على هذا الدين العظيم.
فديننا شرع ما يتواءم مع حاجاتنا واستقرارنا وفطرتنا السليمة لعمارة الأرض في حين يلتف البعض في تحوير هذه الحاجات إلى رغبات وهوس وعبث واستغلال لحاجات بعض النساء في إسقاط مريع لحقوق الزواج الشرعي الطبيعي الذي شرعه الله ومشاكل بدأت تطفو على السطح كتعليق الزوجات ومشاكل الميراث والنفقة والرعاية والمحاكم تغص بما قيل ولم يقل من قضايا بهذا الشأن.
لنتق الله في مجتمعنا وفي نسائه وفي بقاء تركيبته الاجتماعية المتميزة في تماسكها، لتستمر هذه المؤسسة الاجتماعية «الزواج» بنفس نقائها كما فطرنا الله عز وجل فالزواج رابط إنساني اجتماعي لا مكانة له سوى بالعلن، وليس ممارسات غرائزية في الغرف المظلمة والشقق المفروشة الخفية !
بقي أن أسأل ..
هل يقبل من نافح عن المسيار بكل سلبياته واتخذه متعة عبثية أن تتزوج ابنته أو أخته بنفس الطريقة التي امتهن بها بنات الناس وتحت أي ظرف؟!
هنا مربط الفرس !
هيلة المشوح
نقلا عن “عكاظ”