وثائق مسربة تكشف تعاوناً سرياً بين داعش و الأسد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – متابعة عناوين
نشرت وسائل إعلام غربية وثائق مسرّبة تشير إلى أن استعادة النظام السوري لمدينة تدمر الأثرية تمّ باتفاق سري بين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ونظام بشار الأسد. وتشير الوثائق التي تمّ تسريبها ونشرتها صحيفة ديلي ميل البريطانية وحصلت عليها قناة سكاي نيوز البريطانية، الثلاثاء 3 مايو 2016، إلى أن هناك تعاوناً تم بين النظام وتنظيم داعش حول مدينة تدمر التي سيطر عليها التنظيم على مدار نحو عام قبل أن تستعيدها القوات السورية في شهر مارس.
ويبدو أن الوثائق توضح أيضاً أن التنظيم ونظام الأسد قد أبرما اتفاقاً لمقايضة النفط بالأسمدة. تم الكشف عن هذه المعلومات من خلال رسائل – نسخ من وثائق تم إرسالها من مقر التنظيم – كانت بين 22 ألف ملف, وتنص إحدى الرسائل التي تمت كتابتها قبل استعادة مدينة تدمر القديمة على “سحب كافة المدفعية الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات من مدينة تدمر والمناطق المحيطة بها إلى ولاية الرقة”.
وكانت قوّات بشار الأسد التي تدعمها روسيا، قد تمكنت من استعادة مدينة تدمر المدرجة ضمن قائمة مواقع اليونيسكو للتراث العالمي شمالي شرق دمشق والمعروفة باسم “لؤلؤة الصحراء” من مقاتلي تنظيم داعش خلال الشهر الماضي.
وكانت المدينة مقصداً سياحياً رئيسياً قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011 وكانت تشتهر بأطلالها القديمة وشوارعها ذات الأعمدة ومعابدها التي يتجاوز عمرها 2000 عام.
وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش على تدمر في العام الماضي وقتل مدير مصلحة الآثار السابق البالغ من العمر 82 عاماً بعد ذلك بثلاثة شهور. كما قام التنظيم بتدمير بعض آثارها الرائعة واستخدام مدرجها القديم موقعاً لتنفيذ أحكام الإعدام وسط جمهور العامة.
وأكد أحد المنشقين عن تنظيم داعش لمراسل سكاي نيوز، ستيوارت رامزي، أن التنظيم كان ينسّق تحركات مقاتليه مع قوات الأسد والقوات الجوية الروسية. وتوضح الرسائل أيضاً أن هناك ترتيبات لإجلاء تنظيم داعش من المناطق قبل قيام قوات الأسد بالهجوم عليها. وتكشف أيضاً أن داعش كان يتولى تدريب المقاتلين الأجانب للهجوم على أهداف في الغرب منذ فترة تتجاوز سنوات. ويعتقد البروفيسور أنطوني جليز، مدير مركز الدراسات الأمنية والاستخباراتية بجامعة باكنجهام، أن مثل ذلك الاتفاق بين الأسد وداعش يمكن أن يكون بمثابة نقطة تحوّل. وذكر “الاتفاقات بين عدوين لدودين تعني أن هناك طرفاً منتصراً – ولكن ليس بعد – والآخر خاسر ولكنه لم ينهزم ويأمل في استقرار أوضاعه”.
وتابع بقوله “من المؤكد أن تنظيم داعش لا يهتم اهتماماً حقيقياً بحماية تراثنا الثقافي المشترك. فالأمر يتعلق بالتمسك بالأسلحة والمنطقة. وفي هذه الحالة، يمكن أن يعني ذلك أن الأسد وبوتين يعتقدان أنهما منتصران وتنظيم داعش يدرك أنه خاسر. ومع ذلك، لم يُحسم الأمر بعد”. وأضاف جليز “نرى في أوروبا أن أي اتفاق بين هذين الطرفين يعد أنباءً سيئة للغاية. أولاً، لأن كلاً من الأسد والتنظيم يروعان الشعب في سوريا وسوف يؤدي ذلك إلى المزيد من المعاناة واللاجئين. ثانياً، يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى تعزيز قدرات داعش بدلاً من تقويضها. ونحن في أوروبا نواجه خطراً داهماً إذا ما صحت هذه القصة”. واختتم بقوله “إننا نسعى إلى تقويض نفوذ داعش تدريجياً. وينبغي أن نبذل قصارى جهدنا لمنعهم من المراوغة”.