هل تكون الثالثة ثابتة لساحل العاج في وداع دروغبا ورفاقه؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بيروت ـ متابعة عناوين :
تحلم ساحل العاح بالسير على خطى الكاميرون والمغرب ونيجيريا والسنغال وغانا من خلال التأهل لاول مرة في تاريخها الى الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم.
لم ترحمه القرعة يوما، فوقع منتخب “الفيلة” في 2006 مع هولندا، الارجنتين وصربيا مونتينيغرو، ثم في 2010 مع البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية، وفي المناسبتين خرج برأس مرفوعة.
في النسخة المقبلة في البرازيل 2014، قد يبصروا نور الدور الثاني لاول مرة بعد محاولتين اثر وقوعهم في مجموعة معقولة مع كولومبيا، اليونان واليابان التي تستهل مشوارها بمواجهتها في ريسيفي يوم 14 حزيران/يونيو، لكن ارتفاع معدل اعمار اللاعبين قد يحول دون تحقيق هذا الحلم.
يعتمد منتخب ساحل العاج على نخبة لاعبي القارة السمراء، الهداف التاريخي ديدييه دروغبا ولاعب الوسط يحيى توريه افضل لاعب افريقي والمتألق مع مانشستر سيتي بطل انكلترا، بالاضافة الى المدافع حبيب توريه، مهاجم روما الايطالي الموهوب جرفينيو، لاعب الوسط المخضرم ديدييه زوكورا والحارس بوبكر باري، كما ستكون الفرصة الاخيرة لمعظمهم باثبات علو كعبهم على الساحة الدولية.
استهلت ساحل العاج تصفيات مجموعتها باربعة انتصارات من ست مباريات، ولم تعجز عن تحقيق الفوز سوى امام المغرب مرتين، لكن في الدور الحاسم لاقت صعوبة امام السنغال القوية، وكانت الاخيرة على بعد هدف في اخر ربع ساعة من خطف بطاقة التأهل قبل تسجيل سالومون كالو هدف الفرج وحسم التأهل (4-2) بمجموع المباراتين.
حاول المدرب الفرنسي الشاب صبري لموشي الدفع ببعض الوجوه الجديدة بعد تعيينه في 2012، تفاديا لدفع ثمن تقدم معظم نجومه بالعمر.
ويقول دروغبا عن مشاركة بلاده في البرازيل 2014: “نريد تقديم شيئا لافتا في كأس العالم، لان اخر نسختين كانتا صعبتين، نأمل ان نحصل على فرص افضل ونتخطى هذه المرة الدور الاول”.
تستعد ساحل العاج للنهائيات في مدينة دالاس الاميركية قبل ان الانتقال الى البرازيل في 6 حزيران/يونيو حيث ستعسكر في اغواس دي ليندويا في ولاية ساو باولو.
سيحمل يحيى توريه (31 عاما و91ر1 م)، افضل لاعب في القارة اخر ثلاث سنوات، مسؤولية الوسط بعد موسم خارق مع مانشستر سيتي سجل فيه 20 هدفا، ووصل الى قمة مستواه بعد مشوار متعرج بين بلجيكا (بيفيرين)، اوكرانيا (ميتالورغ دانييتسك)، اليونان (اولمبياكوس)، فرنسا (موناكو)، اسبانيا (برشلونة) ثم انكلترا.
يرى سيرج اورييه ظهير ايمن تولوز الفرنسي: “بعض اللاعبين وصلوا الى نهاية مسيرتهم ويريدون ترك ذكرى طيبة. نملك النوعية لتخطي الدور الاول، وبعدها كل الامور ممكنة في الادوار الاقصائية”.
وعن خيبة الاداء في المناسبات القارية والعالمية، اضاف اللاعب المطارد سابقا من منتخب فرنسا للشباب: “قد يكون فريقك جيدا على الورق، لكن اذا اردنا ترك بصمة يجب ان نلعب افضل من النسخ السابقة. نحن الافضل في افريقيا، لكن طالما لم تترك بصمتك لن تدخل التاريخ. اذا نجحت الكاميرون والسنغال وغانا في السابق، هذا يعني اننا قادرون على ذلك. يجب ان نضع غرورنا جانبا لمصلحة الفريق”.
ينقسم المحايدون في آرائهم حول فرص ساحل العاج في رحلتها البرازيلية فيقول الفرنسي فيليب تروسييه مدرب الفريق السابق ان اليابان مرشحة للتأهل عن هذه المجموعة: “ساحل العاج ليست متعطشة للنجاح واعمار لاعبي الفريق كبيرة”، فيما يرى جناح ليفربول ومنتخب انكلترا السابق جون بارنز: “اعتقد ان مشوار ساحل العاج سيكون الابعد بين المنتخبات الافريقية الخمسة”.
المدرب: صبري لموشي
تحول صبري لموشي من محلل تلفزيوني الى مدرب لاحد اعتى المنتخبات الافريقية في خطوة فاجأت حتى لاعب الوسط الفرنسي السابق.
كانت اسماء الفرنسي هنري ميشال، البوسني وحيد خليلودزيتش والسويدي زفن غوران اريكسون من العيار الجيد في الفترات السابقة مع المنتخب، لكن بعد اقالة فرانسا زاهوي في منتصف 2012، تعاقد الاتحاد العاجي مع التونسي الاصل لموشي الذي حمل الوان اوكسير وموناكو ثم بارما وانتر ميلان وجنوى الايطالية قبل ان يختم مسيرته في الدوري القطري.
علق لموشي المولود في ليون لوالدين تونسيين على قرار تعيينه: “كان قرار مفاجئا للجميع، بمن فيهم انا”.
أحبط الفرنسي منتقديه، فلم يخسر لموشي سوى مرة واحدة في 12 مباراة رسمية لكن عجز منتخبه مرة جديدة عن رفع الكأس القارية وخرج في ربع النهائي امام نيجيريا 1-2.
يدرك لموشي انه عليه قيادة ساحل العاج الى الدور الثاني اذا لم يكن يريد مواجهة الاقالة، علما بان محطة كأس العالم تحمل الكثير من المعاني بالنسبة اليه، اذ استدعي الى التشكيلة الاولية لفرنسا 1998، قبل ان يستغنى عنه لاحقا وتحرز فرنسا اللقب على حساب البرازيل 3-صفر بقيادة لاعب آخر من جذور عربية هو زين الدين زيدان.
وخلالفا لميشال واريكسون اللذين واجها قرعة قاسية، ستكون الفرصة متاحة للموشي (42 عاما) باجتياز الدور الاول: “كل الامور ممكنة عندما يبلغ الفريق الدور الثاني. مهمتي قيادة الفيلة الى ابعد مكان واسعاد 22 مليون نسمة”.
وبحال بلوغ الدور الثاني يرجح مواجهة ساحل العاج لانكلترا او ايطاليا او الاوروغواي من المجموعة الرابعة.
حصل لموشي على صورة افضل لمنتخب قلب تأخره وديا خارج ارضه مع بلجيكا الى تعادل 2-2 في الوقت الضائع: “كنت فخورا بالتحديد من فريق رفض ان يخسر”.
نجم الفريق: ديدييه دروغبا
يحلم ديدييه دروغبا بتوديع مسيرة دولية مظفرة بعمر السادسة والثلاثين عبر تقديم هدية لمواطنيه لطالما انتظروها.
بعد مونديالي 2006 و2010 وخمسة نهائيات قارية كان الفيلة فيها من ابرز المرشحين، عجز الهداف الفتاك عن منح ساحل العاج اي لقب: “المنافسة في البطولات السابقة كانت صعبة جدا. لدينا فرصة واقعية للتنافس في البرازيل وتخطي الدور الاول”.
صاحب خبرة المئة مباراة و63 هدفا دوليا أبعده لموشي عن مباراة في الكأس القارية العام الماضي في الدور الاول ولاحقا عن اثنتين في تصفيات كأس العالم، لكن ذلك اعطى مفعوله الايجابي على المهاجم الذي قرر مؤخرا ترك غلطة سراي التركي.
يبدو لموشي متأكدا من ان دروغبا، صاحب ركلة الترجيح التاريخية التي منحت تشلسي اول لقب اوروبي له في 2012 على حساب بايرن ميونيخ الالماني، يمكنه لعب دور رئيس في مجموعة لا يوجد فيها اي مرشح قوي لصدارتها: “ديدييه لاعب كرة رائع يساهم كثيرا مع الفريق وقد يلعب دورا مهما في البرازيل”.
لقد فاجأ دروغبا الجميع عندما اعلن في حزيران/يونيو 2012 انه قرر الانتقال الى الدوري الصيني للدفاع عن الوان شنغهاي شينهوا، خصوصا ان هذه الخطوة جاءت وهو في القمة بعد ان قاد تشلسي الى الفوز بلقب دوري ابطال اوروبا، لكن مغامرته الاسيوية لم تدم لاكثر من ستة اشهر اذ اعاده غلطة سراي الى القارة العجوز عندما قرر التعاقد معه في كانون الثاني/يناير 2013.
ومن المؤكد ان العامل المادي لعب دورا في اقناع دروغبا بترك القارة الاوروبية للمرة الاولى في مسيرته الكروية والالتحاق بزميله السابق في تشلسي الفرنسي نيكولا انيلكا، لانه كان يتقاضى راتبا اسبوعيا بقيمة 314 الف دولار.
لكن سرعان ما اكتشف النجم العاجي الذي بدأ مشواره الكروي في فرنسا مع اشبال لوفالوا (1996-1997) ثم لومان الذي انتقل اليه عام 1997 لانه قرر متابعة تخصصه الجامعي في المحاسبة في هذه المدينة قبل ان يوقع عام 1999 وهو في الحادية والعشرين من عمره عقده الاحترافي الاول، ان الاحترافية في الدوري الصيني مختلفة تماما عما اختبره في القارة العجوز مع غانغان (2002-2003) ومرسيليا (2003-2004) وتشلسي الذي تألق في صفوفه من 2004 حتى 2012 وقاده الى القاب الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس المحلية اربع مرات وكأس الرابطة مرتين والاهم من ذلك دوري ابطال اوروبا.
اصبح اللاعب المنتقل في صغره الى فرنسا اول افريقي يسجل في مرمى البرازيل في كأس العالم، وابن مدينة ابيدجان معروف باعماله الخيرية ومساهماته في بناء المستشفيات واحلال السلام في بلاده المضطربة امنيا.