أول أيام الهدنة في سوريا …هدوء استثنائي و تفاؤل حذر

دمشق – وكالات
تدخل الأزمة السورية اليوم مرحلة جديدة وحاسمة لجهة انهاء الاقتتال، تشكيل هئية حكم جديد تضمن وحدة البلاد، إذا ما كُتب لاتفاق وقف الاعمال العدائية الذي بدأ منذ منتصف ليل امس النجاح. وفي هذا السياق برز حذر روسي اميركي من الافراط في التفاؤل، انضم إلى الحذر التركي، مع تأكيد انقرة ان لا خطط لديها للتدخل براً في سوريا بشكل منفرد.

100 فصيل تهادن
واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، عن التزام نحو مئة فصيل مقاتل باتفاق وقف لاطلاق. وجاء في بيان للهيئة ان «الهيئة العليا للمفاوضات اكدت موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة (…) تستمر مدة أسبوعين».
واوضح ان «هذه الموافقة تأتي عقب تفويض 97 فصيلا من المعارضة الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة». وتم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة رياض حجاب «للمتابعة والتنسيق» من اجل انجاح تطبيق الهدنة. واكدت الهيئة التزامها بالحل السياسي «الذي يضمن تحقيق عملية انتقال للسلطة في سورية يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لبشار الأسد وزمرته فيها». وطالبت «بضرورة عدم استغلال النظام وحلفائه نصوص المسودة المقترحة للاستمرار في العمليات العدائية ضد فصائل المعارضة تحت ذريعة محاربة الإرهاب».

خفض مستوى التفاؤل
في سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان مجلس الامن الدولي سيصوت على قرار لدعم وقف النار. وشدد في ختام جلسة منتدى التعاون العربي الروسي ان «تنفيذ الاتفاق يتطلب بذل جهود حثيثة ومتواصلة» مبينا «ان نجاح هذه المهمة مرهون بعدة عوامل ابرزها قدرة اللاعبين الخارجيين الذين يؤثرون في الوضع في سوريا على وضع مصالح الشعب السوري فوق الطموحات الجيوسياسية والامبراطورية». وانتقد لافروف التصريحات الاميركية التي تطالب بضرورة ازاحة الرئيس السوري بشار الاسد كشرط للتصدي للارهاب. وفي معرض حديثه عن قرار الحكومة السورية اجراء انتخابات برلمانية في ال13 من ابريل اوضح لافروف: ان «اتفاقيات ميونخ قضت بجدولة عملية سياسية مدتها 17 شهرا يتم خلالها الاتفاق بين الحكومة والمعارضة على وضع دستور جديد يتم على اساسه اجراء انتخابات عامة».

بوتين: «صعبة».. ولكن
بدوره راى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان تسوية سلمية للنزاع في سوريا ستكون «صعبة» لكن لا حل سواها، متحدثا قبل ساعات من دخول وقف اطلاق نار حيز التنفيذ والذي من شأنه الدفع بالعملية السياسية. من جهة اخرى اكد بوتين عزمه على مواصلة ضرب تنظيم داعش وجبهة النصرة، «بلا هوادة»، وامل ان ينطلق شركاؤنا الاميركيون ايضا من هذا المبدأ. مشيراً إلى إن موسكو تلقت معلومات أفادت بأن جميع الأطراف المتوقع مشاركتها في وقف القتال في سوريا أبدت استعدادها للقيام بذلك.
وأكدت روسيا أنها ستواصل قصف «المنظمات الإرهابية» في سوريا، ولكنها رفضت تأكيد شن غارات صباحاً، خصوصاً ضد معاقل معارضة معتدلة.

أوباما يحذر ويراقب
بدوره، أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الايام القادمة ستكون «حاسمة» بالنسبة لسوريا محذرا النظام السوري وروسيا من ان العالم سيراقب بانتباه احترام تعهداتهما. وقال اثر اجتماع لمجلس الامن القومي «ان وقف المعارك يشكل مرحلة ممكنة لانهاء هذه الفوضى». وتابع «الجميع يعرف ما يجب ان يتم: على جميع الاطراف ان تضع حدا للهجمات بما في ذلك الغارات الجوية، ويجب ايصال المساعدة الانسانية الى المناطق المحاصرة». وقال إن إنهاء حالة الفوضى والحرب هو «السبيل الوحيد» لهزيمة تنظيم داعش، وأكد ان أي مستقبل سلمي في سوريا لن يشمل الرئيس الأسد.
وقال أوباما إن الولايات المتحدة ستعمل كل ما في وسعها لانجاح وقف إطلاق النار و«لا تعترينا أي أوهام. نعلم جميعا أن هناك الكثير من المخاطر المحتملة وهناك الكثير من الأسباب التي تدعو الى التشكك لكن التاريخ سيحكم علينا بقسوة إذا لم نقم بدورنا على الأقل في محاولة إنهاء هذا الصراع المروع بالوسائل الدبلوماسية». وأضاف: «أنا واثق من اننا سننتصر».
ولكن رغم التصريحات تبدو عاصمتا اكبر دولتين في العالم غير واثقتين من امكان وقف الحرب. حتى وزير الخارجية الاميركي جون كيري المتفائل على الدوام قال: ليست لديه «اوهام»، حتى ان كيري دعا «للصلاة لكي تبقى سوريا موحدة». ثم تساءل «في حال لم ينجح الامر (…) ستتعرض سوريا لدمار تام، وستغرق اوروبا بالمزيد من المهاجرين (…) الاضطرابات و(موجات) الاقتلاع ستكون اسوأ بكثير مما يمثل اليوم اكبر تحد انساني منذ الحرب العالمية الثانية؟».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *