السيسي يتقدم بفارق كبير عن منافسه ومؤيدوه يحتفلون في ميدان التحرير
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
القاهرة – متابعة عناوين :
أظهرت نتائج غير رسمية صادرة من مراكز اقتراع فرعية فى عدد من المحافظات المصرية تقدم المرشح عبدالفتاح السيسي على منافسه حمدين صباحى بفارق كبير بحصوله على أكثر من 95 % من أصوات الناخبين، فى هذه المراكز حسبما أفادت تقارير إعلامية محلية.
واحتفل مؤيدو السيسي في ميدان التحرير مبكراً بنجاح السيسي.
وفي نفس السياق اغلقت مراكز اقتراع انتخابات الرئاسة المصرية مساء الاربعاء بعد تمديدها يوما ثالثا لرفع نسبة المشاركة التي جاءت اقل من المتوقع في وقت يريد وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي تأييدا كاسحا يمنحه شرعية لا مجال للمنازعة فيها.
ومن شبه المؤكد فوز السيسي الذي اطاح الرئيس الاسلامي محمد مرسي لكن التحدي الرئيسي يكمن في نسبة المشاركة التي تريدها الدولة اكبر من نسبة المشاركة في الانتخابات التي فاز بها الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في 2012.
واغلقت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة التاسعة مساء (18,00 تغ) بعد ان جرى تمديد التصويت يوما اضافيا.
ومن المتوقع بدء ظهور مؤشرات اولية غير رسمية للنتائج ليل الاربعاء الخميس مع بدء عملية فرز الاصوات.
ومددت لجنة الانتخابات التصويت يوما اضافيا لمنح اكبر فرصة للناخبين للادلاء باصواتهم بعد تقارير عن تدني نسبة المشاركة التي كانت الرهان الرئيسي للسيسي.
وفي بيان اصدره فجر الاربعاء بعد اجتماعات استمرت ساعات طويلة مع اعضاء حملته الذين طالبوه بالانسحاب من الانتخابات معتبرين ان قرار تمديد الاقتراع يفقدها اي مصداقية، اعلن المرشح اليساري حمدين صباحي انه سيواصل المعركة “ايمانا بحقنا فى شق مجرى ديموقراطي ننتزع فيه حق المصريين في الديموقراطية رغما عن ارادة الاستبداد”.
ورفع السيسي نفسه سقف التوقعات بشأن نسبة المشاركة التي ارادها كاسحة لتعطيه شرعية لا مجال للمنازعة فيها خصوصا من قبل الاسلاميين.
وطلب وزير الدفاع السابق من المصريين التصويت بكثافة قائلا في مقابلة تلفزيونية “عليكم النزول الان اكثر من اي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 او 45 (مليونا) وحتى اكثر” في حين يبلغ اجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر 53 مليونا يصوت عادة اقل من نصفهم.
وقال هشام هيلر الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن لفرانس برس “على مستوى وطني، الدولة دفعت بان خارطة الطريق (التي اعلنها الجيش في اعقاب الاطاحة بمرسي) مدعومة من اغلبية الشعب المصري”، مشيرا الى خطة الحكومة لاعادة مصر لحكم رئيس منتخب.
واضاف هيلر ان الاقبال الضعيف “سيجعل الموقف الدولي لمصر صعبا”.
واثار قرار تمديد الاقتراع ليوم اضافي انتقادات منظمات تراقب الانتخابات واخرى حقوقية.
وانتقدت بعثة مراقبة منظمة “الديموقراطية الدولية” والتي نشرت 86 مراقبا في الانتخابات قرار تمديد التصويت ليوم اضافي معتبرة انه “يثير شكوك حول استقلال لجنة الانتخابات وحياد الحكومة ونزاهة عملية الانتخابات في مصر”، ومشيرة الى ان بعثتها في مصر لم ترصد اي معوقات تستدعي تمديد الاقتراع.
وقال رئيسها ايريك بيورنلوند ان “قرارا مثل تمديد الاقتراع ليوم اضافي يجب فقط ان يتخذ في ظروف استثنائية”.
من جانبها، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان الانتخابات تاتي وسط حالة من “القمع السياسي” وان “استكمال المرحلة الثانية من خارطة الطريق فشل في اعطاء اي دلالات على توطيد الديموقراطية”.
وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط في بيان للمنظمة ان “الاعتقالات الجماعية للمعارضين السياسيين، سواء كانوا اسلاميين او علمانيين، اغلقت الساحة السياسية وجردت الانتخابات من معناها الحقيقي” واضافت “الانتخابات الرئاسية لا يمكن ان تحجب القمع الوحشي المستمر على المعارضة السلمية”.
وقالت حركة 6 ابريل ابرز الحركات المعارضة لنظام مبارك والتي جرى حظر انشطتها قبل شهر في مؤتمر صحافي في القاهرة ان “قرار مد الانتخابات ليوم ثالث دون مبرر ما هو الا حلقة جديدة من حلقات العملية الانتخابية غير الديموقراطية التي بدأت بدعم حزب الجيش المصري لمرشح الثورة المضادة”.
من جانبه، قال حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الاخوان المسلمين في بيان على موقعه الالكتروني ان تمديد الاقتراع دليل على نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات وتشكل “صفعة جديدة لخارطة الطريق (التي اعلنت بعد) انقلاب العسكر” على مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي
وكانت جماعة الاخوان دعت الى مقاطعة انتخابات الرئاسة التي كان السيسي يأمل في ان تثبت عبر صناديق الاقتراع تمتعه بشعبية كاسحة وبالتالي بشرعية سياسية لا مجال للتشكيك فيها.
واعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية مساء الثلاثاء ان نسبة المشاركة بلغت نحو 37% وبررت تمديدها الاقتراع ليوم ثالث ب”موجة الحر الشديد التي تجتاح البلاد”.
وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات 2012 التي فاز فيها مرسي اكثر من 50% وهي نسبة كان السيسي يامل، بحسب سياسيين مصريين، في تجاوزها.
ولكن المقاطعة لم تكن موقف الاخوان وحدهم وانما كذلك قطاعات من الشباب ايدت اطاحة مرسي الا انها غاضبة من القمع وتخشى العودة الى حكم استبدادي على غرار نظام حسني مبارك فضلا عن اقتناعها بان نتيجة الانتخابات محسومة سلفا للسيسي.
وقال ضياء حسين وهو مهندس في التاسعة والعشرين من عمره كان يجلس في مقهى على بعد بضعة امتار من لجنة اقتراع انه لن يشارك في الاقتراع لان “السيسي سينجح في كل الحالات وهي مجرد مسرحية”.
وكانت قنوات التلفزيون المحلية قامت بحملة تعبئة قبيل واثناء الانتخابات لتحفيز الناخبين على المشاركة في الاقتراع الا انها لم تؤت الثمار المأمولة من السلطات.
ورأى المراقبون في قرار تمديد الاقتراع دليلا على ان شعبية السيسي مبالغ فيها ونظامه ليس كفؤا.
وقال شادي حامد الباحث في مركز بروكينغز في واشنطن ان “النظام قدم صورة معينة للسيسي ولكن هذه الصورة اصبحت مخدوشة الان”.
واضاف “هناك مبالغة في حجم الدعم الذي يتمتع به السيسي، بلا شك لديه قاعدة شعبية تؤيده ولكن جزءا من المجتمع يعارضه وهو ما نراه الان”.
وراى حامد ان تمديد الاقتراع على نحو مفاجئ ليوم ثالث بعد شكاوى الاعلام من انخفاض نسبة المشاركة “يوحي بان النظام غير كفؤ”.