كييف تؤكد سيطرتها على مطار دونيتسك وفقدان اربعة مراقبين اوروبيين
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دونيتسك (أوكرانيا) ـ أ.ف.ب :
اكد الجيش الاوكراني الثلاثاء استعادته السيطرة على مطار دونيتسك شرق اوكرانيا بعد معارك ضارية مع الانفصاليين ما دفع الرئيس فلاديمير بوتين للدعوة الى وقف فوري لعملية الجيش “العقابية”.
اما كييف فاستدعت القائم بالاعمال الروسي لديها للاحتجاج على توغل “ارهابيين مسلحين” داخل اوكرانيا انطلاقا من روسيا ليل الاثنين الثلاثاء.
وقالت وزارة الخارجية الاوكرانية في بيان ان “الوزارة سلمت القائم بالاعمال اندريه فوروبييف مذكرة (احتجاج) اثر توغل جديد لارهابيين مسلحين ليل 27 ايار/مايو”.
ويتزامن تدهور الاوضاع على “الجبهة الشرقية”، وحيث غيرت القوات الاوكرانية من تكتيكها عبر استعانتها بالطيران ضد الانفصاليين، مع استعداد الرئيس المنتخب بترو بوروشنكو لتسلم منصبه.
وحصل الرئيس المنتخب على “الدعم الكامل” من الولايات المتحدة. وجاء في بيان للرئاسة الاميركية ان “الرئيس شدد على اهمية التنفيذ السريع للاصلاحات الضرورية لاوكرانيا لجمع البلاد وتطوير اقتصاد قابل للحياة ومناخ جاذب للاستثمارات وتشكيل حكومة مسؤولة تلبي تطلعات وقلق جميع الاوكرانيين”.
من جهته دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات الاوكرانية الى استخدام “الوسائل السلمية فقط” لاستعادة السيطرة على شرق البلاد.
وفي اختبار القوة بين موسكو وكييف اعلنت روسيا ان زيارة الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو الذي انتخب الاحد باكثر من 54% من الاصوات “غير مطروحة”.
ولم تشهد دونيتسك معقل المتمردين مثل هذا المستوى من العنف على الاطلاق. وقال رئيس بلدية المدينة اولكسندر لوكيانتشنكو ان 38 مقاتلا – من الانفصاليين والجنود – قتلوا في المعارك. كما قتل مدنيان في مواجهات اسفرت ايضا عن سقوط 43 جريحا على الاقل ما زالوا يتلقون العناية في المستشفى.
ووفق رئيس البلدية فان من بين الجرحى ثمانية مواطنين روس، بعضهم من غروزني وغوديرميس في جمهورية الشيشان الروسية.
وفي الايام الاخيرة لاحظ صحافيون في فرانس برس في شواع دونيتسك مقاتلين يبدو عليهم انهم من القوقاز.
وقد بدأت المعركة للسيطرة على مطار دونيتسك الاثنين مع تحرك مقاتلات من طراز ميغ-29 وسوخوي-25 وانزال مظليين بمروحية الى حرم المطار.
واحتدمت المعارك خلال ساعات طوال في حرم هذا الموقع الاستراتيجي الذي يشكل منفذا الى شرق البلاد حيث سيطر الانفصاليون بدون عنف ليل الاحد الاثنين على مناطقه.
واكد وزير الداخلية الاوكراني ارسيني افاكوف قبل الظهر “ان المطار بات تحت سيطرتنا الكاملة. وقد تكبد الخصم خسائر كبيرة وليس لدينا خسائر”.
وعلى الارض سمع دوي اطلاق نار عند منتصف النهار بدون التمكن من تحديد مصدره.
وعلى طريق المطار وضع الانفصاليون جرافة وشاحنات وسط الطريق وكذلك كوما من الاطارات وعلبة مليئة بقنابل مولوتوف. وافاد السكان ان ذلك وضع لمنع اي هجوم محتمل للجيش الاوكراني.
وعلى مسافة اقل من كيلومترين من المطار تركت شاحنة تحمل اثار الرصاص ومحروقة على جانب الطريق فيما غطت الارض عبوات الرصاص الفارغة والدماء وبعض الاشلاء البشرية على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وعلى صعيد آخر اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الثلاثاء انها فقدت الاتصال مع احد فرق المراقبين منذ مساء الاثنين في دونيتسك .
واوضحت المنظمة ان المراقبين وهم دنماركي واستوني وتركي وسويسري اعتقلوا عند حاجز تفتيش قبل اربعين دقيقة من فقدان المنظمة الاتصال بهم.
واتهم وزير الخارجية الاوكراني سريعا الانفصاليين بالوقوف وراء اختفائهم.
الى ذلك احتجز انفصاليون موالون لروسيا في لوغانسك صحافيين اوكرانيين اثنين اتهموهما بـ”التجسس”، وفق ما اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
من جهته دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان الى “الوقف الفوري لعملية الجيش العقابية” وشدد على ضرورة “بدء حوار سلمي بين كييف وممثلي المناطق” الاوكرانية.
كذلك اكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان روسيا سحبت “الالاف” من العسكريين على الحدود الاوكرانية في الايام الاخيرة وهي تواصل ذلك، لكنها ما زالت “تبقي عشرات الاف الجنود” في المنطقة.
وتزامنت العملية العسكرية في مطار دونيتسك مع اعلان الملياردير الموالي للغرب بترو بوروشنكو رسميا “رئيسا جديدا لاوكرانيا”.
واعلن الرئيس المنتخب انه سيتوجه الى دونباس الحوض المنجمي في شرق البلاد الذي يعتبر معقل التمرد. وتوعد الاثنين بعدم السماح للمتمردين بتحويل الشرق الى “صومال”.
واكد بوروشنكو على النهج الذي يعتزم اتباعه في سياسته نحو الاندماج الاوروبي. وينتظر الرئيس الجديد عمل ضخم اذ عليه قبل كل شيء التعامل مع التمرد في الشرق والاهتمام باقتصاد في حالة شبه افلاس وكذلك اجراء اصلاحات اقتصادية غير شعبية فرضها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي مقابل مساعدة بقيمة 27 مليار دولار.
من جهة اخرى اعربت اوكرانيا الثلاثاء عن عدم رضاها عن خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الاوروبي لحل ازمة الغاز بين كييف وموسكو وطالبت بضمانات حول تخفيضات في الاسعار قبل اي تسديد لدينها.
وبموجب الخطة الاوروبية تملك الدولتان مهلة حتى مساء الاربعاء لقبول شروط التسوية التي تنص على تسديد اوكرانيا في مرحلة اولى ملياري دولار الى غازبروم. وهذه الدفعة تتعلق بجزء من المتاخرات المستحقة على اوكرانيا لغازبروم لشحنات لم تسدد ثمنها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2013.