صالح الشيحي يقدم لوزير الصحة “وصفة “التعامل مع حريق مستشفى جازان و يحذر من مدمني الفلاشات

الرياض – عناوين
وجه الكاتب صالح الشيحي نقداً حاداً لوزارة الصحة ، معتبراً أن الحادثة التي وقعت بمستشفى جازان العام تستحق الرد عليها بكثير من الإجراءات الجذرية وأولها نقل وكلاء الوزارة والمنظرين والمستشارين ومئات الموظفين، إلى الميدان..
وكتب الشيحي في زاويته بصحيفة ” الوطن “:” أرجو ألا يغضب أو يعجب وزير الصحة، المهندس القادم إلينا من أرامكو -حيث الهدوء، والبيئة المغلقة التي لا يصل إليها فلاش صحفي إلا بشق الأنفس- من ردة الفعل الشعبية تجاه ما حدث في جازان”.
و أضاف :” مؤلم يا معالي المهندس أن يطل الموت برأسه من المكان الأكثر أماناً في العالم.. المستشفيات.. وتحديداً في قسم العناية المركزة والنساء والولادة والحضانة.. هكذا كانت ردة فعل السعوديين فور سماعهم للحادث.. وكأنهم تحدثوا بلسانٍ واحد!”
وتابع :” محبط للناس أكثر أن يحدث هذا مع وزير يمتلك خبرة فائقة في معايير السلامة. إذ أتيتم إلى كرسي الوزارة من واحدة من أكثر الشركات العملاقة في العالم التزاماً بمعايير واشتراطات السلامة الدقيقة. ما الذي يمكن قوله لكم يا وزير، بعد مضي 3 أيام على كارثة حريق مستشفى جازان.. وقبل يوم واحد من المدة التي قال أمير جازان إنها موعد انتهاء التحقيقات والكشف عن ملابسات الحادث المروع. ما الواجب قوله، وما السقف الذي نسعى نحو ملامسته أو اللحاق به في زمن تويتر؟ “.
وجدد الشيحي المطلوب من الوزارة في الخطوات التالية :
الأولى: من الإنصاف والموضوعية أن نقول إنكم يا وزير تدفعون ثمن أخطاء متراكمة.. قدرك هو الذي جعلك في وجه سهام النقد.. وربما حظك السيئ هو من جعل هذه الكارثة تعانقك وأنت لما تتجاوز شهرك السادس في وزارة الصحة!
الثانية: أن كثيراً من مستشفيات بلادنا كانت جاهزة لتكون مكان مستشفى جازان.. الأقدار وحدها هي من جعلت شرارة الحريق تشعل مستشفى جازان.. كان من الممكن -وما زال من الممكن والمتوقع- أن يكون هذا الحادث في حفر الباطن أو أملج أو حائل أو بيشة أو غيرها..
النقطة الثالثة: خطأ من هذا النوع -وهو خطأ لا يغتفر وسيظل ذكرى سيئة- يفترض أن يتحول لورشة عمل لا تهدأ ليل نهار، لا تصريحات وتطمينات ووعود!
الوزارة التي تمتلئ ممراتها بالوكلاء والمنظرين والمستشارين ومئات الموظفين، يجب أن تخلو تماماً منهم، الكل يجب أن ينتقل إلى الميدان.. أضف إليهم مديريات الشؤون الصحية التي تمتلئ بآلاف الموظفين، يفترض أن يباشر الكل أعمالهم في الميدان. الكل يجب أن يعمل، وفي زمن قياسي محدد لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث القاتلة.. أما إذا اكتفينا بالتصريحات الصحفية والفلاشات في موقع الحدث ورجعنا إلى مكاتبنا؛ فنحن على موعد آخر مع كارثة أخرى، الله وحده أعلم بمكانها هذه المرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *