حمود أبوطالب “يُسقط ورقة التوت” عن إعلاميين وكتاب سعوديين : طابور انتهازي وخدام لولاءاتهم خارج الوطن
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – عناوين ، خاص:
شن الكاتب بصحيفة “عكاظ” حمود أبوطالب هجوما لاذعا على إعلاميين وكتاب سعوديين ممن يدعون معرفة خبايا الأمور ، واصفا إياهم بالمدعين وأنهم يخدمون ولااءتهم وانتماءاتهم خارج الوطن.
وقال أبوطالب فى مقاله اليوم الثلاثاء بصحيفة “عكاظ” والتى عنونها بـ “احذروا هذا الطابور الانتهازي” : “أتاحت الأوضاع الراهنة في منطقتنا بمفاجآتها المتتالية وتعقيداتها المتوالية واختلاط أوراقها وتدخلات القريبين والبعيدين فيها، أتاحت مجالا واسعا للتنظير والإدعاء بمعرفة الحقائق وخبايا الأمور لدى بعض الإعلاميين والكتاب، والمحللين الذين تكاثروا علينا حتى أصبحنا نسمع ونقرأ العجب العجاب من بعضهم الذين لا يتورعون عن الادعاء بأنهم خبراء استراتيجيون وباحثون في شؤون السياسة. هذا سيئ ومزعج ومشوش على الناس، لكن الأسوأ منه هو اختلاق أخبار ومعلومات وقضايا لا وجود لها أو تضخيم ما قد يكون موجودا منها إلى درجة إرباك المتلقي، ليس بسبب الجهل وإنما عن قصد وتعمد لخدمة انتماءات وولاءات سياسية وفكرية ومواقف لأطراف معينة، حتى لو كانت النتائج السلبية تؤثر على المجتمع وتمس الوطن الذي ينتمي إليه من يتورط في هذه الممارسات الضارة”.
وأضاف :”المملكة تمر الآن بظروف خاصة فرضتها الأحداث من حولها وجعلتها تعيد النظر في بعض سياساتها وعلاقاتها بما يحمي كيانها وسيادتها ووحدتها وأمنها واستقرارها، بل جعلتها هذه الأحداث تدخل حربا مباشرة لقطع دابر التهديدات التي أوشكت أن تتحول إلى أفعال لو لم تقرر المبادرة بالحرب كآخر خيار أمامها. كما أن طبيعتها كدولة رئيسية في المنطقة لها مصالحها حتمت عليها التواجد في أكثر من مكان ولعب أكثر من دور في الساحات المشتعلة بالصراع المأساوي الدامي من حولنا، وخصوصا الساحة السورية التي شهدت في الآونة الأخيرة مفاجآت إضافية تدفع إلى مزيد من التعقيد، أبرزها دخول روسيا المباشر وما نتج عنه من توتر بلغ مداه، خصوصا بعد إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية وتوتر العلاقة بين البلدين، ليبادر بعض محللي طابور الانتهازية باستغلال الحادثة لإقحام المملكة في سيناريو تبعاتها، ومنه الادعاء بأن روسيا سوف تهاجم المملكة ودول الخليج، هكذا وبكل بساطة، وكل ذلك من أجل عيون الأحبة في الطرف الآخر من الأزمة”.
واختتم أبوطالب مقاله بالقول :”هذه الأوضاع المعقدة تتطلب أقصى درجات الوعي والمسؤولية والأمانة والتجرد والموضوعية في التناول الإعلامي وعدم التشويش على المتلقي بآراء وتحليلات أو توقعات، هي في حقيقتها رغبات يتمناها صاحبها لخدمة قضية تتعلق بأهوائه وانتماءاته خارج حدود الوطن، أو مواقفه من بعض القرارات التي اتخذتها المملكة ولا تتماشى مع ميوله. مثل هذا التشويش على الرأي العام في أوقات الأزمات بمعلومات غير صحيحة أو حتى غير مؤكدة، ومحاولة توجيهه لتبني موقف يتعارض مع الموقف الرسمي للدولة ولا ينسجم مع المصلحة الوطنية العليا يمكن اعتباره طعنة غادرة في خاصرة الوطن في ظرف بالغ الحرج والحساسية، نتمنى على كل من ينتمي لهذا الوطن أن يربأ بنفسه عن اقترافها”.