لهذه الأسباب.. المصريون سينتخبون..لن ينتخبوا السيسي/ صباحي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
القاهرة، مصر (CNN)
مع بدء فترة “الصمت الانتخابي” للانتخابات الرئاسية في مصر، منتصف ليلة الجمعة/ السبت، تباينت ردود عدد من الناخبين على تساؤل طرحته CNN بالعربية، بشأن الأسباب التي قد تدفع بعض الناخبين لاختيار أحد المرشحين، دون المرشح الآخر.
وفيما يلي نعرض لعدد من الأسباب التي قال سياسيون ومواطنون عاديون، تحدثوا لـCNN بالعربية، إنها ربما تدفع الناخبين للتصويت لصالح وزير الدفاع السابق، المشير عبدالفتاح السيسي، أو منافسه زعيم “التيار الشعبي”، حمدين صباحي.
القيادي في حزب “النور” السلفي، نادر بكار، قال إن “العملية الانتخابية تسير بشكل جيد حتى هذه اللحظة، وهو ما ظهر من مشهد تصويت المصريين بالخارج، وذلك رغم بعض التراشق بين الحملتين”، مشيراً إلى أن “المنافسة كانت مهمة للغاية.”
وأوضح بكار، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن “الحديث بأن المنافسة كانت محسومة، أمر غير دقيق ، أما بعد الانتخابات، فإنها ستكون المرحلة الأصعب، ومواجهة كثير من المشكلات المتراكمة بمصر، والتي لن يصلح بها غير التكاتف بين الجميع، سواء تيارات أو مؤسسات، حيث تمر مصر بمرحلة دقيقة غير مسبوقة.”
من جانبه، اعتبر عضو الهيئة العليا لحزب “الوفد”، فؤاد بدراوي، أن “كل مرشح حصل على فرصته كاملة، لشرح برنامجه أمام الرأي العام”، لافتاً إلى أن “العملية الانتخابية تسير في الاتجاه الصحيح، وبمنتهى الشفافية .”
وأوضح بدراوي، في تصريح خاص لـCNN بالعربية، أنه “متفائل بالنسبة للمستقبل، بأن يعود الأمن والأمان والاستقرار للبلاد، أياً كان الرئيس القادم الذي سيأتي بإرادة شعبية، ولا يعمل إلا لأجل الشعب ولصالح الشعب.”
الفنان الشاب شريف رمزي، عبّر عن تأييده للمشير السيسي “لدوره الكبير في الانحياز للشعب، في ثورة 30 يونيو (حزيران 2013)، كما أنه يمتلك شعبية كبيرة في البلاد والدول العربية”، كما وصفه بأنه “الأجدر بحكم مصر في هذه المرحلة الدقيقة.”
أما عن زعيم “التيار الشعبي”، فقال رمزي لـCNN بالعربية، إن “موقف حمدين صباحي يُحترم للغاية، ولولا وجوده في الانتخابات لم تكن هناك منافسة ومعركة انتخابية، كما يوجد الكثير من المقتنعين به، والمؤيدين له.”
كمال أبو ضيف، “أمين لجنة التدريب والتثقيف بحزب مصر الحديثة”، يرى أن “كثيراً من الناس يشعرون أن المشير السيسي شخصية منقذة للشعب المصري، كان له الدور الأكبر في إعادة توحيد أبناء الشعب، بعد فترة كان يتم فيها تصنيفهم وفقاً لانتماءاتهم السياسية، بعد أن كان جميع المصريين يعيشون إلى جانب بعضهم البعض كنسيج واحد.”
وأضاف أن البعض يرون أن “مصر كانت بمثابة جسم بلا رأس، وأن السيسي يمثل الرأس لإعادة الحياة إلى هذا الجسم”، بالإضافة إلى “حب وولاء الكثيرين من المصريين العميق للجيش المصري، يجعلهم يتوسمون في أن السيسي شخصية قيادية قادرة على النهوض بمصر، والخروج بها من أزمتها الراهنة.”
كما لفت إلى أن كثيرين آخرين ينظرون إلى السيسي باعتباره “عبدالناصر آخر”، في إشارة إلى الزعيم المصري الراحل، جمال عبدالناصر، معتبراً أن ذلك يفسر أيضاً “حب الكثير من الشعوب العربية للسيسي”، باعتبار أنه “أعاد إحياء الحلم العربي مرة أخرى.”
أما عن الأسباب التي قد تدفع الناخبين لعدم التصويت لوزير الدفاع السابق، فقال إن أبرزها يتمثل في “ما يُشاع عن أن القائمين على الحملة الانتخابية للمشير السيسي معظمهم من رموز النظام السابق (نظام مبارك)، سواء الفلول، أو رجال المال”، بالإضافة إلى أن “البعض يرفضون عودة الحكم العسكري مرة أخرى .”
وبالنسبة لتوجه البعض للتصويت لصالح المرشح المنافس، قال أبو ضيف إن “حمدين صباحي يتمتع بشخصية كارزمية، وكان أحد قيادات الثورة البارزين، سواء في موجتها الأولى في 25 يناير (كانون الثاني 2011)، أو الموجة الثانية في 30 يونيو (حزيران 2013)، بالإضافة إلى رصده النضالي السابق.”
أيمن سليمان، “معلم وناشط سياسي”، قال إن أحد أهم الأسباب التي تمثل الدافع الرئيسي للتصويت لصالح السيسي يتمثل في “حب الناس في مصر عموماً الجارف للجيش”، كما أن الكثيرين يرون قيام وزير الدفاع السابق بـ”عزل” الرئيس السابق، محمد مرسي، و”التخلص” من حكم جماعة “الإخوان المسلمين”، باعتباره “عمل وطني.”
وأضاف أن “غالبية المصريين يشعرون بالصدق في كلام السيسي “، بالإضافة إلى أنه “رجل ملتزم، باعتبار أنه كان يتولى قيادة الجيش المصري، خير أجناد الأرض”، وكذلك “رؤيته للنهوض بمصر، والتي تحدث عنها خلال تصريحاته مؤخراً”، وخاصةً فيما يتعلق بـ”محور التنمية”، و”تطوير التعليم” في مصر.
أما عن الأسباب التي قد تدفع البعض لعدم التصويت لوزير الدفاع السابق، قال سليمان إن أحدها يتمثل في عدم إعلان برنامجه الانتخابي مبكراً، إلا أنه أشار إلى أن السيسي قدم ما وصفه بـ”خطوط عريضة”، حيث أنه “لن يقوم بتنفيذ البرنامج بنفسه، وإنما ستتولى حكومة، تأتي بها الانتخابات التشريعية، تنفيذ خطة عمل في إطار تلك الخطوط العريضة.”
كما أن هناك سبب آخر، يتمثل في “تخوف بعض الشباب من العودة إلى نظام الحكم العسكري”، إلا أن سليمان اعتبر أن “هذا الخوف غير مبرر، نظراً لأن الدستور المصري الجديد حدد مهام رئيس الجمهورية، ولم تعد هناك تلك الحرية المطلقة التي كان يتمتع بها رئيس مصر، في السابق.”
وعن أسباب تصويت البعض لصالح صباحي، قال إن أبرزها يتمثل في أن “بعض الشباب ينظرون إليه باعتباره “أحد القادة الثوريين”، من خلال معارضته لنظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، وكذلك بسبب مشاركته مع المتظاهرين في مختلف الميادين.
من جانبه، أكد “المواطن” محمد حلمي أنه لن يذهب إلى صناديق الاقتراع، معتبراً أن “الانتخابات محسومة لمرشح بعينه، وجميع الفضائيات ورجال الأعمال يروجون له “، وقال إن “حديثه (أي السيسي) بشأن رفضه الإنفاق الكبير للدعاية له، والذي يقدره البعض بـ12 مليون جنيه، هو أمر قد يكون أمام الكاميرات فقط.”
داليا حسين، تعمل “مهندسة”، أعربت عن أملها في فوز حمدين صباحي، واصفةً إياه بـ”المناضل الصلب، الذي كان وسط الشباب والثوار بميدان التحرير، منذ ثورة 25 يناير، وحتى 30 يونيو، ولم يتخل عن مبادئه يوماً، وقالت إن “لديه برنامج أستطيع أن أحاسبه عليه، أما منافسه لم يقدم برنامجاً واضحاً للشعب.”
إلى ذلك، قالت شريهان إبراهيم، “ربة منزل”، إن أحد أهم الأسباب التي تشجع البعض على انتخاب السيسي أنه “مرشح الضرورة”، ووصفته بأنه “الرجل القوى، القادر على استعادة هيبة الدولة، التي فقدتها منذ ثلاثة أعوام”، كما اعتبرت أنه “المرشح القادر على صد المؤامرة التي تتعرض لها مصر”، على حد وصفها.
وقال أحد المواطنين، عرّف نفسه باسم “سيكو”، إن “السيسي هو الأحق بكرسي الرئاسة، لأنه أنقذ مصر من عصابة الإخوان”، بحسب تعبيره، كما اعتبر أن السيسي “هو من يشعر بالفقراء في مصر.”
زياد حسني، “خريج كلية العلوم”، قال لـCNN بالعربية: “لن أنتخب هذا أو ذاك، فهي تمثيلية هزلية، تشارك بها الدولة بأجهزتها، لدعم مرشح بعينه، حتى وإن أظهرت عكس ذلك، ويتم تجاهل مجموعات ليست بقليلة من الشعب، بحجة أنهم ليسوا على صواب، أو الادعاء بأنهم ينتمون لجماعة الإخوان، لمجرد معارضتهم لترشح السيسي.”
أما عمرو شوقي فقال: “حمدين صباحي واحد مننا”، مطالباً الجميع بالمشاركة وعدم المقاطعة، التي اعتبر أنها “تصب في صالح المرشح المنافس”، أي السيسي، وأضاف: “حتى وإن لم يفز صباحي بالرئاسة، فإن المشاركة ستفرز معارضة قوية، خاصةً من مؤيدي ثورة 25 من يناير، التي تتعرض لمؤامرة”، بحسب وصفه.