الكويتية نجاة الحجي : نعم الجار السعودية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ما أجمل الجيرة وما أحلاها أن تكون حسنة وكريمة وطيبة، قوامها المحبة والمودة والولاء. فالجار أخ الجار وحبيبه وعزيز لديه، يُكِنّ المرء منا له في قلبه الاخلاص ويمد له يد العون عند الحاجة ويشاركه في المناسبات، وايضا يرسل له عن قناعة ما يبهجه ويسر خاطره ويشرح صدره، فيتذكره هذا الجار ويعامله معاملة رائعة، بل بأكثر منه حتى انه يظل قابعا في فكره وقلبه. واهل الديرة جبلوا في الماضي على تذكر الجار بتبادل الاطعمة، ويستشعر الجار مدى رد الفعل لديه فيحبه هذا الجار ويقدره ويثمن عاليا العطاء له من جار لديه يزوره ويسأل عنه وعن احواله وصحته واموره الحياتية ومناسباته الخاصة، حتى اذا ما تذكرها بادر الى اداء الواجب ومد يد الاعتبار والعطاء له. والعكس صحيح في الاوقات العصيبة، فاذا ما مرض الجار بادر جاره على هذا الثرى الطيب بالسؤال عنه، بل قد يمتد الأمر الى طيب الحسبان حتى انه يرى ان ذلك سنة الحياة وله في الأولويات المرتبة الأولى والعليا، لا ينساها ولا يتجاهلها، فالجار أخ الجار، وهو يتذكره في كل آن وأوان، حتى سابع منزل، فما احلاها من جيرة ان يسعى الجار لزيارة جاره والسؤال عنه والاطمئنان على مجريات حياته، فاذا ما انهى الزيارة تراه اطمأن عليه وارتاح باله، فدعاه الآخر لزيارته في مناسباته الخاصة، وان كان له في صميم قلبه من مكانة دعاه لها واستقبله مهللا مرحبا سعيدا بقدومه وتلبيته ومشاركته فرحته وسعادته، فالجار ذو معزة مكنونة في القلب والضمير، فمرحبا ثم مرحبا بالجار، ما احلاها من جيرة، جيرة خيرة، طيبة، معينة، لها في الذات تذكرة، والذكريات كثيرة ومحببة الى القلب والروح، والجار يعد احد افراد الاسرة، ما يسره يسر ويسعد قلب كل فرد فيها، ويتعسه ما قد يضره، فبالبوابة واحدة والجيران محببون الى النفس قريبون الى القلوب مستقرون في الافئدة.
وتنطوي الجيرة المحببة على الدول، وبلدنا العزيز جار محبب لدول الجوار، ويحب العرب والمسلمون المملكة العربية السعودية كثيرا، فما ان حل موعد عيدها الوطني السعيد حتى بادرت الكويت الى التهنئة والتبريكات لقادتها مستبشرين ومهنئين، فعيد المملكة هو عيد الكويت، بل ان ديرتنا الحبيبة هي قلب السعودية النابض بالمحبة والعرفان وذكر الحسن والطيب، فيا له من جار محبب لنا نوليه قبلتنا في الصلوات ونلبي مناسباته بالتهاني، فعيد المملكة هو عيد الكويت، ونحن نحب السعودية كثيرا، بل نظل طوال العام قاصدين ديارها المقدسة مؤدين العمرة مرات ومرات، والجيرة الاعظم تكمن في اداء فريضة الحج، فهذه الفريضة محببة الى القلوب والارواح المقربة الى الله العلي العظيم تجعل المعارف والجيران يدركون نهاية الموسم وهم يستعدون للتبريكات والتهاني وشكر الله جل جلاله على ان حلوا في الديرة هانئين مطمئنين، وقد عادوا من الحج بأحسن حال واطيب بال، فما أعظمها من جيرة وما أعظمها من مناسبة عزيزة على النفس غالية على الروح والذات، وبذا يطمئن الفرد منا للجيرة الحسنة ولا ينسى تأدية الواجبات حيالها، فالأمر واقع مكنون وقلوبنا طيبة هانئة بذكر الله لا ليوم او مناسبة بل أبد الدهر.
فيا هلا بحجاج بيت الله الحرام، وعودة مطمئنة لحجاجنا بعد أداء فريضة الحج، فحج مبرور وذنب مغفور، وتقبل الله العلي العظيم، وهنيئا للحجاج اداء فريضهم وقد عادوا سالمين آمنين مطمئنين، وألف مبروك للسعودية عيدها الوطني، وشكرا لها على رعايتها موسم الحج.
(نجاة الحجي)
نقلا عن الأنباء الكويتية