أغنية للوطن أو أنشودة للانتحاري

نقترب هذه الأيام من ذكرى اليوم الوطني المجيد، وقد بدأت وسائل الإعلام ببث أغان وطنية بمختلف الأصوات والألحان، ولا تحتاج المسألة إلى خبير فني للتأكد من حجم التراجع الكبير الذي تشهده الأغنية الوطنية مقارنة بمثيلاتها أيام زمان سواء من ناحية الكلمة أو اللحن أو الأداء، وليس ثمة دليل على هذه النتيجة أكبر من لجوء الشركات الكبرى وبعض المؤسسات إلى إنتاج إعلانات بمناسبة اليوم الوطني تعتمد على الأغاني الوطنية القديمة مثل (وطني الحبيب)، أو (بلادي بلادي منار الهدى)، أو (يا بلادي واصلي) وغيرها، فإضافة إلى التأثير الشديد لهذه الأغنيات القديمة كونها تثير مشاعر الحنين إلى أيام مضت.. إلا أنها أيضا تحتوي على كل العناصر التي تجعل منها أغنية وطنية فاخرة.

ومن واجب وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الثقافة والفنون إعادة الاعتبار للأغنية الوطنية ودعم الأعمال الغنائية ذات القيمة الفنية العالية وجمع الشعراء والملحنين والمطربين البارزين لتحقيق هذا الهدف كما كانت تفعل سابقا، لأن القطاع الخاص مهما اجتهد فإن ما يهمه هو النتيجة السريعة والتأثير الجماهيري المباشر بغض النظر عن الجودة والقيمة الفنية بخلاف وزارة الثقافة والإعلام.

وكذلك وزارة التعليم معنية بإشاعة الأغاني الوطنية بين النشء عبر إذاعتها في المدارس لتعزيز مشاعر حب الوطن في قلوب الصغار، بل والذهاب إلى أبعد من ذلك من خلال قيام الوزارة بإنتاج الأغاني الوطنية المميزة عبر موهوبي الوزارة من معلمين وتلامذة.

في كل الأحوال الأغاني الوطنية في معناها ومبناها ومغزاها أفضل ألف مرة من (الشيلات) التي بدأت تنتشر في أوساط الشباب رغم ما تحمله إشارات من شأنها ترسيخ التعصب القبلي وإعادة أجيالنا الصاعدة إلى عصور الجاهلية، وهي أفضل بالتأكيد من أناشيد الإرهابيين الذين لبسوا زورا ثياب الإسلام قبل أن يعملوا سكاكينهم في رقاب الأبرياء وهم ينشدون: (يا عاصب الرأس وينك؟).

خلف الحربي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *