فضيحة بجلاجل في حمامات النساء

سواء كان السبب في تدني مستوى النظافة في حمامات مستشفى الولادة والأطفال الذي كشفت عنه مواقع التواصل الاجتماعي خطأ فرديا، كما عبر الناطق الإعلامي بصحة مكة المكرمة، أو خطأ جماعيا، كما يفهم من حديثه عن اتخاذ العقوبة تجاه المتسببين في ذلك الخطأ، سواء كان هذا أو ذاك فذلك لا يهم كثيرا أو قليلا فالأهم منه هو أن الشؤون الصحية وإدارة المستشفى لم تعرف ذلك الخطأ ولم تبادر لمعالجته ولم تتخذ العقوبة تجاه المتسببين فيه إلا بعد أن تدخلت الوسائط الاجتماعية في الكشف عن ذلك الخطأ والذي لا يمكن تسميته خطأ إلا من باب تبسيط ما يكاد يكون جريمة في حق النساء الحوامل والوالدات اللواتي يستخدمن تلك الحمامات والأطفال الذين يعالجون في ذلك المستشفى، وكلتا الفئتين مهيأتان للعدوى عند التعرض لأي مكروبات تجد بيئتها الحاضنة ماثلة في تلك الحمامات القذرة.

الناطق الإعلامي بصحة مكة أراد أن يبرئ إدارة المستشفى والشؤون الصحية التي تشرف على ذلك المستشفى من مسؤولية ما آل إليه أمر تلك الحمامات، ويبدو أن هذا الدور المنافح عن الأخطاء والمبرر للتجاوزات قد أصبح أهم ما ينبغي على الناطقين الإعلاميين أن يتقنوه، أراد أن يدافع عن إدارته فأكد أنه خطأ فردي، وهذا صحيح ذلك أننا نعلم أن ما حدث لم يكن بتوجيهات من سعادة مدير المستشفى، غير أن الذي لا نفهمه أن يكون ذلك التبرير إخلاء لمسؤولية إدارة من واجبها الإشراف على كافة مرافقها ومتابعة أداء الشركات التي تتعاقد معها سواء كانت شركات نظافة أو تشغيل أو غير ذلك مما يعتبر جزءا أساسيا في العمل الإداري في كافة المرافق والقطاعات.

على ذلك الناطق الإعلامي وعلى إدارته، كما على كافة الناطقين وإداراتهم، أن يعلموا أن المواطن لا يعرف سواهم مسؤولا عما تتعرض له مصالحهم من خلل أو تقصير، وأن يعلموا أن أسوأ من عامل النظافة الذي يهمل في عمله ذلك المسؤول الذي يهمل في متابعة ومراقبة الأداء في إدارته ولا تنبهه إلى ذلك غير فضيحة بجلاجل في مواقع التواصل الاجتماعي.

سعيد السريحي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *