امرأة تقود مباراة النصر والهلال

كثير من المغالطات تشكل جزءا من تفكيرنا، وهذا ما يعرف بالمدخلات التي تشكل مخرجاتنا من قرارات وأحكام، يحدث هذا على مستويات متعددة من مناشط حياتنا اليومية.

ولأن مجتمعنا يعيش في دوائر من المغالطات أهمها دائرة المرأة وكل ما يحيط بشؤونها واستلهام أي أمر حياتي وربطه بالسارية لتظل حياتنا مرتهنة بتلك المسجونة، ولهذا حملت المرأة بأنها السبب الرئيسي وراء إقامة مباراة كأس السوبر السعودي (بين النصر بطل الدوري، والهلال بطل كأس خادم الحرمين الشريفين) في العاصمة البريطانية لندن.

فقد أشاع المرجفون أن ترحيل المباراة إلى دولة أوروبية يستهدف في طياته ضرب كيان الأسرة من خلال الأم والأخت والزوجة بتمكينها من دخول الملاعب الرياضية، وما مباراة الهلال والنصر إلا فخ لإيقاع المجتمع في براثنه مستقبلا.

وقد تم تثبيت هذه الإشاعة في أذهان الكثير ممن يسير وفق ما يسمع (من غير فهم أو تحليل لما يسمع) وكنت في مجلس ضم (السميعة) الذين زادوا وأعادوا كل ما يقال عن تغريب المجتمع وانتهت توصياتهم بغلق المنافذ التي تصل منها (الريح).

وبالأمس وأنا أقرأ بيان الاتحاد السعودي عن أسباب اختيار لندن مكانا لإقامة المباراة (بعد موافقة الناديين) أن العائد المادي للناديين ولاتحاد اللعبة يمثل محفزا جيدا لاتخاذ القرار لما يعد استثمارا وتسويقا جيدا للاعب وناديه، وأن تلك الخطوة سوف تعود بفوائد عديدة على الجميع.

هذا البيان سوف يتنبه له المرجفون و(يفلونه) تمحيصا بحثا عن موقع الفخ، وقد جاء البيان بما يرغبون وجوده في طيات البيان، عندما قال الاتحاد السعودي بأن نقل المباراة إلى لندن فرصة لأبنائنا المبتعثين لمتابعة المباراة.

هذه الجملة سوف تكون حجر الزاوية للمناقشات والتأكيد على أن المباراة أقيمت في لندن من أجل جر المرأة السعودية لدخول الملاعب فيزداد لغط الكلام بتأكيد ما ذهبوا إليه بالقول إن الرياضة غدت تغريبية وتسعى لحلحلة المجتمع.

وهؤلاء المرجفون لن يتوانوا في (تجيير) أي حدث أو قول لزوابعهم اللفظية وشكوكهم المسبقة.

ولو تركنا هؤلاء الناس وإشاعاتهم وانتقلنا إلى جهة مشجعي الناديين فعليهم التنبه بأن المباراة سوف تخضع للقانون الإنجليزي الصارم حول الانفلات الجماهيري ودخول المشجعين إلى أرض الملعب أو إساءة اللاعبين أو الجهازين الفني والإداري للجماهير والعكس، وأن القانون الإنجليزي يجرم الهتافات العنصرية أو القيام بسلوك غير رياضي والرمي وسب الحكام وغيرها من المخالفات التي تخدش الذوق العام وتختلف نصوص العقوبة وفق الفعل الحادث من المشجع والتي تتنوع وتصل إلى الغرامات المالية والسجن.

ولهذا أتمنى على الناديين توعية جماهيرهما قبل الوصول إلى الملعب الإنجليزي، فبدل أن نكسب الأهداف المعلنة نكسب السمعة الرياضية السيئة.

عبده خال

نقلا عن “عكاظ”

رد واحد على “امرأة تقود مباراة النصر والهلال”

  1. يقول ahmed:

    خلاص شميت العافيه رجعت حليمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *