ثانية زائدة في الدقيقة الأخيرة!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
سوف تكون الدقيقة الأخيرة من شهر يونيو الجاري بطول 61 ثانية بدلا من 60 بسبب عدم الانتظام التام في حركة دوران الأرض، وقد أثار العمل على إضافة ثانية للتوفيق بين الزمن الطبيعي الناجم عن دوران الأرض والزمن القياسي الذي تحدده الوسائل التكنولوجية بعض الانتقادات في مختلف دول العالم، يقول مدير خدمة متابعة حركة دوران الأرض المكلفة دوليا بإضافة هذه الثانية (الكبيسة) السيد دانيال غامبيس: «لقد أبلغنا العالم كله بإضافة ثانية ليل الثلاثين من يونيو.. الأشخاص العاديون لن يلاحظوا الفرق، ولكن الحريصين كثيرا على الدقة يمكنهم أن يعيدوا ضبط عقرب الثواني في ساعاتهم».
ثانية واحدة فقط كافية لتغيير مسار السنوات الطويلة التي تليها.. قرار السلم يتخذ في ثانية وقرار الحرب يتخذ في أقل من ثانية.. ثانية واحدة تكفي السيارة المفخخة كي تهد المبنى الفخم على من فيه. وثانية واحدة كافية لفكرة تلمع في العقل وتقود إلى اختراع تستفيد منه البشرية لعقود من الزمان.
بالنسبة لأمم كثيرة فإن هذه الثانية الزائدة مهمة في رمزيتها واختبار قدرتها على مواكبة عجلة الزمن، أما نحن الذين نجري عكس اتجاه عجلة الزمن ونعيش الماضي بصورة يومية فلن تضيف لنا هذه الثانية الإضافية إلا المزيد من الشقاء والمزيد من الدعوات للتوغل أكثر في الماضي، لن تضيف الثانية الزائدة في بلاد العرب إلا المزيد من الأخبار العاجلة التي يروح ضحيتها عشرات الأبرياء.. أو المزيد من الأقوال والتصريحات والتغريدات التي تعيد إنتاج الكراهية كي نظل نغوص في الأمس إلى ما لا نهاية.
إحساسنا بالزمن يجب أن ينتظم مع حركة دوران الأرض لا مع حركة دوراننا حول حكايات الأمس البعيد بحثا عن عداوة هنا أو كراهية هناك، والانتظام مع حركة دوران الأرض يستلزم أن تكون عنصرا مفيدا على هذا الكوكب لا حملا زائدا عليه.. أنت وأمثالك ممن لا يكترثون بحركة الزمن كنتم السبب في هذه الثانية الزائدة لأنه بينما كان الكوكب يدور برشاقة كنتم ثقلا زائدا لا فائدة منه..! ثقل تسبب في إبطاء حركة دوران الأرض لثانية واحدة فقط.
على أية حال هذه الثانية الزائدة كافية للإجابة على السؤال: هل نريد فعلا أن نعيش زماننا مثلما يعيشه كل سكان هذا الكوكب أم أننا سنواصل العيش في الماضي؟ الإجابة لا تحتمل أكثر من (نعم) أو (لا) لأن الوقت قصير جدا.. ثانية واحدة فقط.
خلف الحربي
نقلا عن “عكاظ”