لا تؤذوا دعاة الشرف!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
مطلوب من محب الشرف الذي يعيش هم مجتمعه فيتصدى للخطأ ويكافحه، ويسعى لنشر الإيجابية والعمل الجاد، أن يرى نفسه أولى من غيره بما يدعو إليه، فيبادر للعمل ويحذر من الوقوع في الخطأ، فنحن بأمس الحاجة إلى دعاة بأفعالهم أكثر من الدعاة بأقوالهم!
ومن حقنا -بل من واجبنا- أن ننتقد داعية الخير والشرف عند مخالفته لما يدعو إليه، بشرط أن يكون ذلك بقصد الإصلاح وتقدير سعيه السابق لنشر الخير، مع عدم التجاوز إلى توبيخه على حرصه على نشر الخير ومحاربته للشر! فإن كنا نعتقد أنه لا يحق لأحد أن يأمر بمعروف إلا وهو يأتيه ولا ينهى عن منكر إلا وقد انتهى عنه، فإننا نحتاج إذن إلى آباء ملائكة، ومعلمين ملائكة! ورجال أمن وخطباء وكتّاب ورجال هيئة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون!
كما أننا بتوبيخنا لمن يمارس دوره الإصلاحي بالدعوة للخير والشرف والفضيلة، نساهم في نشر الشر والعبث بمكتسبات المجتمع، فأحد أهم أسباب انتشار الظلم والسلبية السكوت عن الظالم والعابث والخامل، واعطاؤه الفرصة ليقول: وهل طبقتم ما تأمروني به؟!
يجب أن نكون أكثر واقعية، وأن ندرك حجم التحديات التي تحيط بمجتمعنا وتستهدف عقيدتنا وقيمنا، فنشكر كل من يقوم بدوره في حماية هذه المكتسبات؛ لأننا بأمس الحاجة إلى جهوده! مع توجيهه بالحسنى لما يجعل نصحه أقوى وأكثر نفعاً وتأثيراً، وعلى رأسها أن يبدأ بنفسه فيكون قدوة لغيره ولا يعطي للمتصيدين الفرص التي يتعطشون لها!
ومهما يكن! فإن مما يجب أن يُدرك أن الوقوع في الخطأ ممن يعلم بخطئه ويسعى للتخلص منه، خير ممن يجاهر بالمصيبة وينافح عنها، بل ويتفنن في تشويه سمعة كل من يسعى لحماية مجتمعه منها!
وأختم بقول التابعي الجليل سعيد بن جبير -رحمه الله- (لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر).
وعلق عليه الإمام مالك -رحمه الله- بقوله: وصدق، ومن ذا الذي ليس فيه شيء؟
كما فسر الإمام القرطبي قول الحق جل جلاله لبني اسرائيل «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» فقال: أعلم وفقك الله أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البر لا بسبب الأمر بالبر!
اللهم كثّر شرفاءنا وأعنهم على تطبيق ما يدعون إليه!
شلاش الضبعان
نقلا عن “اليوم”