رومانسية “الشورى”!

جلسة مجلس الشورى ليست جلسة رومانسية بقدرما هي جلسات عمل ومناقشة جادة للأداء الحكومي، بعيدا عن المجاملات والمثالية الزائفة. هذا إن أريد للنقاش أن يكون مثمرا ويخرج بنتيجة إيجابية، لا مجرد تحصيل حاصل وتوثيق لوقائعها يضمّن كيفما كان في تقرير المجلس السنوي.

لذا، لا أفهم مبرر انتفاضة محمد الجفري رئيس جلسة الشورى أول من أمس الثلاثاء، دفاعا عن وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه، عندما انتقده عضو المجلس سلطان السلطان، واصفا أداء الوزير بـ”الفاشل” في منصبيه السابقين، أمينا لمحافظة جدة، ثم وزيرا للعمل؟!

كما لا أؤيد ما ذهب إليه العضو خضر القرشي عن نقد زميله لأداء الوزير بأنه “شخصنة”.

فمن حق عضو مجلس الشورى -كما قال- إبداء الرأي في تجربة النجاح والفشل. وهذا هو الدور الحقيقي لعضو “الشورى”، لا تقديم عبارات الامتنان لمسؤول لوحظ خلل في أدائه أو تقارير وزاراته!

كل ما فعله العضو السلطان أنه نقل نبض الشارع إلى جلسة المجلس، بدليل تأييده من غالب المشاركين في وسم على “تويتر” يتطرق للحادثة.

أضف إلى ذلك، أن الوزير فقيه نفسه على يقين بأنه لن يسمع في مجلس الشورى عن أدائه إطراء أكثر من النقد، وتساؤلات أكثر من الثناء!

إن لم يتحمل أي مسؤول تنفيذي النقد تحت قبة الشورى، ومن نخبة اختارها الملك، فكيف له أن يتحمل انتقادات المواطنين لجهازه الحكومي؟!

أحد أسباب نظرة المواطنين السلبية تجاه مجلس الشورى، أنه لا ينقل واقع الشارع السعودي كما هو إلى جلساته، فغالب المواطنين يرون أن هناك نرجسية يمارسها المجلس تعزله عن حديث الشارع السعودي وقضاياه!

بالمناسبة.. رئيس الجلسة قال للعضو السلطان إنه سيسجل ما قاله ويتفاهم معه لاحقا.

يقتلني الفضول لأعرف ماذا يعني بـ”أتفاهم معك بعدين”.. هذه العبارة ليست رومانسية أبدا!

هايل الشمري

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *