الكمائن المرورية ليست حلا
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في دراسة أعدتها شركة نجم لخدمات التأمين «نجم» أظهرت أن 90 % من الحوادث المرورية سببها 5 أنواع من المخالفات فقط وهي، الانشغال بالجوال عن القيادة. عدم ترك مسافة آمنة عن السيارة التي أمامك. قطع الإشارة وهي حمراء. تغيير مسار السير المفاجئ. وأخيرا عدم الالتزام بأولوية الدوار.
وعلى افتراض أن “ساهر” يغطي جميع الإشارات المرورية، وهذا الأمر غير صحيح، فهو كفيل بضبط المتجاوزين على حقوق الغير بقطع الإشارة، ما يعني أن 80 % من إجمالي المخالفات لن يتم ضبطها إلا بالعنصر البشري، وأعني بذلك رجال المرور.
هذا الأمر يقودني إلى المطالبة مجددا بضرورة مغادرة رجال المرور والشرط مكاتبهم والتواجد في الشوارع والميادين، لفرض هيبة الأمن على الشارع، بعد أن خسرها في الفترة الماضية نتيجة التواكل على النظام الالكتروني.
في هذا السياق أذكر بالعقوبة التي استحدثتها الإدارة العامة للمرور لمستخدمي الجوال باليد أثناء القيادة، والتي بدأ تطبيقها بحسب العميد الدكتور علي الرشيدي، مدير الدراسات المرورية بالإدارة العامة للمرور، منذ أربعة أشهر، حيث وردت المخالفة ضمن جدول المخالفات الملحق بنظام المرور رقم (3) فقرة رقم (16) كإحدى المخالفات التي تشكل خطرا على السلامة العامة، وتضمنت «يحال المخالف للهيئة المرورية للنظر في إيقاع غرامة مالية تزيد على الحد الأدنی أو إيقاع عقوبة السجن أو بهما معا. وفي حال تكرار ارتكاب هذه المخالفة تتم إحالة المخالف إلى هيئة الفصل في المخالفات والمنازعات المرورية بإدارات المرور ليتم إيقافه، كونها أصبحت في هذه الحالة من المخالفات الموجبة للتوقيف، إضافة إلى تسجيل المخالفة المقررة بحقه».
شخصيا أخشى أن تفقد هذه المخالفة قيمتها الحقيقية، بالرغم من أهميتها، نتيجة عدم اتخاذ التدابير الكفيلة بإنجاحها، وأعني هنا عدم وجود آلية واضحة وصريحة لرصد المخالفين ومعاقبتهم، وبالتالي يصبح حالها كحال تنظيم ربط الحزام، الذي بدأ قويا، سواء في التطبيق أو الالتزام، ولكن سرعان ما أخذ في التهاوي شيئا فشيئا، حتى بات يخضع لمزاجية رجل المرور وفي أي يوم هو من الشهر.
يبقى القول إن التصحيح المروري لا يحتاج للكمائن التي ينصبها رجال المرور بين حين وآخر لاثبات فعاليته، بقدر مايحتاج لإرادة حقيقية وعزم على التغيير، مشمول بخطة واضحة ومعلومة من جميع رجال المرور وقائدي المركبات.
موفق النويصر
نقا عن “مكة”