المطيري يدعو لإنشاء جمعية لآباء الإرهابيين فى السعودية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – عناوين:
دعا الكاتب بصحيفة “الرياض” مطلق المطيري إلى إنشاء جمعية لآباء المتورطين فى الأعمال الإرهابية بالمملكة ، موضحا أن المقصود من إنشائها ليس الرعاية لالمهم عن طريق الشفقة، ولكنها رعاية من نوع آخر، رعاية تمتد الى كل الوطن وباسمه، فهذا الرجل مسلم ابتلي ويريد ان يدفع الم الابتلاء عن غيره، فهو يملك التجربة ويستطيع ان يرويها بشكل تربوي مفيد.
وقال المطيري فى مقاله اليوم الإثنين تحت عنوان “جمعية لآباء الإرهابيين” تعد أسر الإرهابيين الأكثر ألماً وخسارة في المجتمع، فمن يرى اسم ابنه على قائمة المطلوبين أمنيا، أو يشاهد في التلفزيون العملية الانتحارية التي نفذها ابنه، سيتمزق كل عرق في جسده وينفجر من عظم المصاب، الابن الذي عده لحماية الوطن يخون الوطن، فإن تعاطف مع ابنه بدافع الأبوية آذى وطنه، وإن وقف مع وطنه لام نفسه على التربية والحماية لابنه، حالة الأب المعذب من فعل ابنه المتطرف حالة نشاهدها ونعرفها ولكن ماذا قدمنا لها؟ وهل هي حالة فعلا تستحق المساندة؟”.
وأضاف:”آباء الإرهابيين احتمال أن يكون لديهم خطاب تربوي جديد، لم تعرفه مناهج التعليم من قبل او وسائل الاعلام، فهم اصحاب تجربة واقعية مع الارهاب ولو كانوا غير مدركين لخطورتها في حينها، الا انهم بعد اكتمال التجربة الأليمة بغفلة منهم، أدركوا خطورة بعض تصرفات ابنائهم التي نمت امام اعينهم، بسبب ثقتهم بالابناء، فالاب المحب عادة لا يكتشف الانحرافات خاصة وان حجبت عنه بغطاء ديني، فبعد انكشاف ما أُخفي عنه، عرف خطأ المتابعة والتوجيه وامتلك حاسة خاصة في معرفة التوقيت المناسب لمنع الجريمة وهي في مهدها..”.
وأشار إلى أن “الاب الذي ابتلي بابن من نوع المتفجرين شراً، لديه ألم حارق، يحتاج ان يثبت لمجتمعه ان ضلال الابن ليس ناتجا عن انحراف في عقيدة الاب او سلوكه، ولكن ماجرى كان مصيبة حلت به واصابت غيره ايضا وسوف تستمر لغيرهم، في معركة الشر مع الخير، ومن الم الاب تاتي فكرة انشاء جمعية لاباء المتورطين في اعمال ارهابية، ليس المقصود الرعاية لالمهم عن طريق الشفقة، ولكنها رعاية من نوع آخر، رعاية تمتد الى كل الوطن وباسمه، فهذا الرجل مسلم ابتلي ويريد ان يدفع الم الابتلاء عن غيره، فهو يملك التجربة ويستطيع ان يرويها بشكل تربوي مفيد، ولكي تكتمل دائرة الفائدة يفترض ان تكون هناك مؤسسة ترصد التجارب وتقدمها على لسان من عايشوها، في المدارس والاعلام والمساجد”.
واختتم المطيري مقاله بالقول :”الأب الذي يخاطب الطلاب بألمه في مدارسهم سيكون تأثيره أبلغ وأصدق، ولن يتحقق ذلك الا بعمل مؤسسي تربوي، يقوم على أصحاب التجربة لخدمة أبناء الوطن، وأم تذهب لمدارس البنات تبث عليهن حزنها وخذلانها، لتنقذ وتربي عاطفة النشء على الحق المبين، عاطفة لا ترضى عذاب الامهات واحراق افئدتهن، فتأسيس خطاب تربوي يجب الا يخطئ تجارب من خبروا الارهاب ونالهم عذابه ليس مرة او مرتين بل الف مرة، فهؤلاء الاباء يحبون وطنهم وابناءه ويريدون ان يحموه من خلال رواية تجاربهم وتفسيرها بصيغة التحذير المنقذ، الذي يمنع الشر قبل حدوثه، ولعل وزارة التعليم تبادر بتأسيس هذه التجربة التربوية واطلاقها من صدور من مروا فيها الى الفصول الدراسية”.