الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وحاله حين يصبح “خصيم” نفسه
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قبل أيام، كتبت مقالا لامست فيه مكامن الخلل في اتحادنا الاسيوي لكرة القدم الذي يستخدم سلطته في تحويل اتحادات القارة الى اتحادات “قطيع القارة”.
نعم.. هناك توجه ديكتاتوري معلن بأن لا صوت يعلو على صوت سيب بلاتر، ومن يشذ عن التوجه فسيكتب نهاية اتحاد بلده بيديه التي صوتت لغير بلاتر.
الاتحاد الآسيوي تفرغ لألاعيبه الانتخابية بإلغاء الجمعية العمومية التي كانت مقررة في 27 مايو/ أيار الحالي في زيوريخ، في توجه يهدف إلى تحييد كل من تسول له نفسه منافسة بلاتر في الوصول الى الاتحادات الأهلية.
ولكن، كيف لنا أن نستغرب ذلك، فاتحاد القارة له موقف “ديكتاتوري” في تكميم أفواه كل من حاول طرح أفكاره في الكونغرس الآسيوي أخير، كما أن عددا من شخصياته تفننت في “مسح جوخ” بلاتر في كل فرصة وكان آخرها في نهاية شهر ابريل/ نيسان الماضي.
المعضلة الكبيرة التي تعيشها كرة القدم في آسيا هي “توهان” الحقيقة في كل ملف في هذا الاتحاد المكشوف شكلاً والغامض مضموناً.
أليس من المعيب ان يتجاهل اتحاد القارة وضعه التصنيفي الخطير في الفيفا من بين اتحادات العالم؟ فالكرةُ الاسيوية تنهار بشكل مخيف كما تشير الأرقام، اذ أن مشاركة منتخبات القارة في مونديال البرازيل لم تسجل حتى “شرف” الحضور، والمشاركة فقط جاءت لترسيخ مسار انحدارها وتراجعها، وفي القريب لن يكون تواجدها سوى تكملة عدد.
لأجل هذا، استعدوا لإعلان تقليص عدد مقاعد آسيا، إذ أن برأيي “الجزاء من جنس العمل” او “الفشل” أحياناً.
ومن “الغموض” ايضاً ما أعلن عن إيقاف أمين عام الاتحاد الآسيوي الماليزي اليكس سوساي بحسب مزاعم أكدت محاولته إخفاء وثائق أثناء تحقيقات عن الفساد.
لو تحدثنا عن الأمور المالية سأكون حذراً للغاية، الا في ملف “حقوق البث التلفزيوني” والترويج والأمور التجارية غير الواضحة في هذا الاتحاد، إذ أصبحت أهمية الاتحاد الاسيوي فقط في كونه صاحب العدد الأكبر في عدد الأصوات بانتخابات الفيفا.
ولعل الضبابية في الأداء الاسيوي تطرح أيضا تساؤلات عدة منها وقوفه، أي الاتحاد، موقف الضد أمام المرشح الآسيوي العربي في سباق الفيفا، حتى أن الاتحاد الآسيوي وقف ضد من تسول له نفسه محاولة دعم علي بن الحسين، رغم أن الأخير وقف موقفاً إيجابياً في قضية استضافة قطر لكأس العالم.
كل من له دراية واهتمام بما يدور في كواليس الفيفا على يقين بأن كل قضية شائكة وغامضة خلفها بلاتر واقاربه.
تبقت أيام ويسدل الستار على ملف الانتخابات، ولكن السؤال: لماذا يحارب الاتحاد الآسيوي مرشح العرب علي بن الحسين ويدعم بلاتر، فحتى القارة الأوروبية لفظت السويسري ابن قارتها واختارت علي بن الحسين.
الأسئلة كثيرة والإجابات يطول انتظارها، ولن يكون لنا من الأمر الا التندر على حال اتحاد قارة نخر فيه ما نخر حتى أصبح لاتحادات معينة قوانين خاصة، مثل الاتحاد الإيراني.
إن كان ما قلته خطأ بحق القارة فليثبت رئيس الاتحاد حسن النوايا بفتح المجال للأمير علي بن الحسين وغيره لاستعراض ما عجزت عن تطبيقه القارة “المخترقة”.
طارق النوفل
نقلا عن CNN