عادل الجبير : غياب الملك سلمان ليس رسالة لأوباما والحلف مع أمريكا “صلب”.. ولا تعليق على طلب وضعية “حليف من خارج الناتو”
واشنطن ـ سي إن إن:
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مقابلة تلفزيونية مع CNN هي الأولى له منذ تعيينه بمنصبه الجديد، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز لم يكن بوارد توجيه “رسالة توبيخ” للإدارة الأمريكية بعدم حضور قمة كامب ديفيد، بل إن الظروف المتصاعدة في اليمن أوجبت ذلك. وأكد الجبير أن التزام أمريكا الأمريكي بالسعودية “صلب كالصخر” ولم يتبدل، رافضا الدخول في تفاصيل حول إمكانية طلب وضعية حليف من خارج الناتو.
وإليكم نص المقابلة التي أجراها الجبير مع الإعلامي ولف بليتزر على شبكة CNN.
بليتزر: لماذا اعتذر الملك سلمان عن الحضور؟
الجبير: لقد شرحنا الوضع إذ أننا أعلنا عن هدنة إنسانية تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء وخادم الحرمين يريد الحرص على نجاح الهدنة ودخول المساعدات إلى اليمن بفعالية وجدية كما أنه سيقوم بافتتاح لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يشرف على تنسيق جهود إغاثة اليمن ولذلك جاء القرار بأن الوقت غير مناسب لسفره، وستتمثل السعودية بولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، إلى جانب ولي ولي العهد ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان.
بليتزر: ولكن ألم يكن حضوره أفضل للقمة وللبيت الأبيض خاصة وأن المسؤولين بالإدارة الأمريكية كان يعتقدون أنه سيحضر؟
الجبير: قرار وقف إطلاق النار لم يتخذ إلا مساء الجمعة، وجاء بعده قرار عدم سفر الملك وإيفاد ولي العهد لتمثيله، وأريد هنا أن أرد على القول بأن عدم الذهاب كان محاولة لإرسال رسالة توبيخ (لأمريكا) أو دليل على مشكلة في العلاقة.
بليتزر: هل تعتقد أن وقف إطلاق النار سينجح؟
الجبير: نأمل ذلك، وسنعرف النتيجة ليل الثلاثاء ونأمل أن تستمر الهدنة كي نتمكن من إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، ولكن قرار نجاح أو فشل الهدنة في يد الحوثيين وحلفائهم.
بليتزر: ماذا عن كون الأمر على صلة بصحة الملك؟
الجبير: كلا على الإطلاق، وكما قلت أقول إن الرأي القائل بأن عدم الذهاب كان محاولة لإرسال رسالة توبيخ (لأمريكا) أو دليل على مشكلة في العلاقة لا يقوم على أسس صحيحة مطلقة، فلطالما قام ولي العهد بتمثيل الملك، ففي عام 2003، قام الملك الراحل عبدالله، الذي كان آنذاك وليا للعهد، بتمثيل الملك في قمة الدول الثمان، كما أن الأمير سلمان نفسه، عندما كان وليا للعهد، مثل الملك في قمة مجموعة الدول العشرين.
بليتزر: ولكن لماذا قبل الدعوة ودفع الأمريكيين للاعتقاد بأنه سيحضر طالما أنه كان يعتزم إيفاد ولي عهده؟
الجبير: الظروف في اليمن تبدلت وتعرضت جيزان ونجران للهجوم ومن ثم جرى الإعلان عن التوصل إلى الهدنة، وبالتالي الأمر متعلق بتبدل الظروف.
بليتزر: كان من المفترض أن يحضر ستة من قادة الخليج إلى القمة، ولكن الرئيس تلقى اعتذار أربعة منهم، ألا ترى بأن هذه رسالة قاسية من قادة دول الخليج السنية الأساسية التي تشعر بالقلق من تصرفات إيران ولكنها قررت عدم الحضور؟
الجبير: كلا لا أظن ذلك على الإطلاق، فنحن في السعودية لم يسبق لنا أن قمنا بخطوة كبيرة مثل إرسال ولي العهد وولي ولي العهد لحضور حدث واحد في الوقت نفسه، أي أننا أرسلنا الشخصيات الأساسية بعد الملك والتي تهتم بشؤون الأمن الداخلي والدفاع، وبالتالي فهما معنيان أساسيان جميع القضايا المطروحة للنقاش في كامب ديفيد على صعيد تعزيز الأمن وتطوير العلاقات مع أمريكا ومكافحة نشاطات إيران في المنطقة.
بلتزر: سمعت الشائعات عن امتعاض الخليج من الاتفاق مع إيران ورغبة دول المنطقة في الحصول على ضمانات أمنية وسياسية من أمريكا وهناك الكثير من التقارير بأن دول الخليج لم تحصل على ما تريده ولذا لم يحضر الملك؟
الجبير: هناك الكثير من التكهنات، لكن دعني أقول بوضوح إن الجميع يريد التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يحول دون امتلاك طيران لقدرات نووية ودول الخليج بصدارة الدول التي تبحث عن اتفاق من هذا النوع، ولذلك نحن نرحب بأي اتفاق يحول دون امتلاك إيران لقدرات نووية، اتفاق الإطار الموقع هو مجرد اتفاق إطار بينما ستُناقش التفاصيل خلال الأسابيع الستة المقبلة، ولدينا تأكيدات من دول مجموعة (5+1) بأن الاتفاق سيمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وهذا أمر نرحب به.
بالنسبة للتطمينات الأمنية من أمريكا، فنحن ليس لدينا شك على الإطلاق بالتزام أمريكا بأمن السعودية. لقد جرى تأسيس الالتزام الأمني منذ لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت، هذا الالتزام قائم منذ عقود ولم نشكك فيه أبدا ورأيناه بالعين المجردة في الخمسينات والستينات وكذلك في السبعينات والثمانينات وإرسال أمريكا لنصف مليون جندي للدفاع عن السعودية ومن ثم تحرير الكويت، ونراه اليوم باليمن.
بليتزر: هل تريدون فعلا الحصول على صفة حليف من خارج الناتو لأمريكا كإجراء لطمأنتكم؟
الجبير: نحن نبحث مع أمريكا كيفية تطوير العلاقة بين دول الخليج وواشنطن وأخذها إلى مستويات أعلى.
بليتزر: هل أمريكا مستعدة لذلك؟
الجبير: لا يمكنني التحدث عن أمور محددة أو تفاصيل ما قد يحصل أو لا يحصل، ولكن ما يمكنني تأكيده هو أن العلاقات على الجانب الأمني قوية كالصخر وأن الطرفين سيقومان بكل ما بوسعهما لتقويتها وتطويرها.