سعودي “متعايش مع الإيدز” منذ 1616 يوماً يحلم بالزواج

الرياض ـ عناوين:

استطاع مبتعث سعودي أن يتعايش مع فايروس نقص المناعة المكتسب (الأيدز) نحو 1616 يوماً، مكرساً وقته لدراسة والتواصل مع الآخرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً المصابين الذين صادق 40 مليونا منهم. وقال «محمد»، وهو مبتعث لدراسة الهندسة الكهربائية في أستراليا، إنه اكتشف إصابته نهاية العام 2009 بـ«محض المصادفة». ورأى أن نظرة المجتمع إلى المصابين بـ«الأيدز» أخذت تتحسن، مؤكداً تفــهم ذويـــه لوضعه ومساندتهم له. وذكــــر طبقا لـ«الحياة» أنه يحلم بالعودة إلى وطنه بعد إكمال دراسته، ليبـــــني حيـــاته ويتم نصف دينه.

ومرّ على المبتعث السعودي محمد 1616 يوماً، انعزل خلالها عن الجميع بسبب مرض أصابه، قبل أن يتصالح مع مرضه ومع من حوله، وإن كان ينزعج من النظر للمصابين بـ«الأيدز» بـ«دونيّة». تنفّس محمد الصعداء قبل انتهاء 2011، وتحديداً في كانون الأول (ديسمبر)، وهو يعيش اليوم بشعار مقولة «لا يأس مع الحياة». وأنشأ حساباً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مزاحماً به الأصحّاء، رامياً بالانتقادات عرض الحائط، لإيمانه بأن «المجتمع بدأ في الانتقال من مرحلة الظلام إلى الوعي». وجعل جملة «متعايش مع الأيدز» عنواناً لصفحته التي بدأ من خلالها التغريد بذكر الله وطلب الأجر والمغفرة وكتابة الآيات القرآنية، ما مكّنه من حصد نحو ستة آلاف متابع، وإن كانوا يجهلون هويته.

وفي «قائمة المفضّلة» لحسابه عالم آخر. يتلخّص في ثلاثة جوانب كان أولها حفظ النصائح التي تُعنى بالمصابين بفايروس «نقص المناعة»، وثانيها إعادة نشر كل ما تنشره وسائل الإعلام من أخبار عن هذا المرض، أما الأخير فعبارة عن ردود على استفسارات وردته عن حياته التي يعيشها متجزئاً بين التفكير في مستقبله الدراسي، ونظرة المجتمع تجاهه، وأحلامه التي نثرتها رياح «الأيدز». محمد، الذي لا يحب أن يدعى إلا بهذا الاسم الفرديّ، يبلغ من العمر 26 عاماً، ومن الواضح عليه أنه لا يرغب في إدارة ظهره والالتفات إلى الماضي، من خلال ذكر أسباب إصابته بفايروس نقص المناعة (الأيدز)، بقدر ما يرغب في الحفاظ على تماسكه وصبره وطلب المغفرة من رب العالمين، وكذلك الوقوف إلى جانب من وقعوا في شباك هذا المرض، واعتبارهم «أصدقاء» له، ليس محلياً فقط، بل على الصعيد العالمي، الذين يقدر عددهم بنحو 40 مليون شخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *