الشيخ عبدالله بن زايد مفتقداً سعود الفيصل: لا أدري كيف ستبدو طاولة وزراء الخارجية العرب في غيابه
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض ـ عناوين:
عبر وزير الخارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد، عن اعتزازه بوزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل، معتبراً أنه مثّل لعقود طويلة صمام التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن صفحات التاريخ الإسلامي والعربي ستتوقف كثيراً عند سعود الفيصل، لما يمتكله من دهاء وذكاء وحزم فعل.
ويرى الشيخ عبدالله أن “رجل الهمّة” هو أدق وصف للأمير الفيصل، مؤكداً أنه لم يرَ قط وزير خارجية بمثل همّته العالية ونشاطه المتقد، سعياً لإنجاز الكثير من المهمات في أقل وقت، حتى لأنه كان يفطر في بلد ويتغدى في آخر ثم يتناول عشاءه في الطائرة عائداً إلى وطنه.
وقال في مقاله المنشور بصحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الثلاثاء، متسائلاً: “لا أدري كيف ستبدو طاولة اجتماعات وزراء الخارجية العرب بعد اليوم.. إلا أنني متأكد بأن طاولتنا ستظل ناقصة دائمًا”.
ورفض وزير خارجية الإمارات وصف الأمير سعود بأنه “كيسنجر السياسة العربية”، معتبراً أنه مدرسة مستقلة بذاتها، فهو “سعود السياسة العربية” و”سعود السياسة الدولية”.
وأشاد بإخلاص الأمير الفيصل حيث كان ينجز مهماته في صمت حتى لأنه يُنجز المهمات دون أن يعلم أحد أنه كان مهندسها وأداة نجاحها الحقيقية، وبوضوحه ودقته حتى أن كلمته كانت بمثابة اتفاقية دولية، وصراحته التي تدفع كل من يعرفونه حتى المختلفين معه منهم للاتصال به وقت الأزمات طلباً للمشورة والنصح.
وذكّر “بن زايد” بالإنجازات التي تحققت بفضل دبلوماسية ومهارة الأمير الفيصل، حيث قال إنه وعلى مر أربعة عقود، نجح في تحقيق توافقات بين أطراف لطالما تناحرت واختلفت لسنوات طويلة، مثل دوره البارز في جمع الفرقاء اللبنانيين على طاولة واحدة، وتكليل ذلك باتفاق الطائف عام 1989م.
واستشهد الشيخ عبدالله بما قاله ميخائيل غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي السابق: “لو كان لدي رجل كسعود الفيصل، لما تفكك الاتحاد السوفيتي”، وذلك لما لمسه من ذكاء ودهاء وحس متقد لدى الأمير الفيصل، الذي يجعل الجالسين حول الطاولة يريدونه أن يقول المزيد.