الفجر الجديد.. دولة لا تَهْرَم

الدارس لتاريخ المملكة العربية السعودية الحديثة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يبصم بأنها تميّزت -ولله الحمد- بخاصية الهدوء السياسي، والحكمة الإدارية، والعمل التراكمي، فكل قائد أو مَلِك يأتي مكمّلاً لسياسات وجهود مَن سَبَقَوه.
وإذا كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهو رجل دولة منذ نعومة أظفاره، قد جاء عهده مواصلاً لمسيرة التنمية في هذا الوطن؛ فإنه بحكمته وخبرته، وخلال أشهر قليلة من قيادته لهذه البلاد كان حازمًا بقرارات تاريخية تُؤَسس لدولة جديدة.
ففي الوقت الذي تنادت فيه بعض الأصوات النشاز بأن (المملكة قد هَرِمَت)، أو هكذا كانت أحلامهم، وأن صراعًا فيها على السلطة سيبدأ، فإن قرارات وسياسة الفجر الجديد قَد أجهضت أحلامهم.
فـ(سلمان الحَزم والحكمة والشجاعة)، وفجر أمسِ الأربعاء، أعاد تنشيط الدورة الدموية للدولة السعودية، بنقل صناعة القرار للأجيال الشابة؛ بتعيينه للأمير محمد بن نايف وليًّا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليًّا لولي العهد.
قرارات ربما فاجأت العَالَم ومُحَلليه وسياسيه، ولكن أجزم أن ما أسَرَهُم داخل محطة الذهول هو فرحة الشعب السعودي -بمختلف أطيافه- وتقبّله لتلك القرارات؛ فقد تزاحمت الكتابات والتغريدات في مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي تبارك هذه الخطوات، وتعلن المُبايعة للأميرين؛ وفي هذا تأكيد على الاستقرار الذي تعيشه هذه البلاد، وعلى ما تتصف به من تلاحم كبير وفريد بين المواطنين وقيادتهم.
وهنا (الملك سلمان) بقراراته المتتابعة يبني مرحلة جديدة؛ فعاصفة الحَزم أعادت رسم خارطة القوى في المنطقة، ووضعت المملكة في موقعها القيادي الذي تستحقه عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، وأصبحت الرياض هي عاصمة القرار.
أمّا التعيينات الجديدة فقد أكدت على الثقة بالشباب ودورهم المفصلي في بناء وطنهم وقيادته نحو آفاق التنمية المستدامة.
أخيرًا حَقٌّ لكل سعودي أن يرفع رأسَه مفتَخرًا بوطنه؛ فإذا كانت هناك دول وشعوب تمزقها الحروب وتعصفُ بها الصراعات؛ فإنه ينام قرير العين بأمن وأمان، ويفيق على قرارات تُؤسِّس لمستقبل فيه المزيد من الاستقرار والنماء.

عبدالله منور الجميلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *