أرجوك أسرقني ، مع الشكر الجزيل

أنا شخصيا أستهجن الغباء، وأعجب بالذكاء حتى لو كان من اللصوص.

وسوف أورد لكم حادثتين:

الأولى بطلها لص غبي عقد العزم على سرقة أحد المستودعات، وفي ليل أظلم حاول فتح الباب ولكنه لم يستطع، فاستعان بسيارته لسحب الباب ونجح بذلك، ودخل المستودع وحمل كل ما فيه من الأشياء الثمينة، وركب سيارته فرحا، ولكنه عندما حاول الانطلاق بها لم يستطع حيث إن صدام السيارة كان ناشبا بباب المستودع، ومع كثير من المعافرة والضغط على دواسة البانزين انخلع الصدام ولكنه ظل عالقا بالباب، وحمد الله أن السيارة على الأقل قد تحررت، لهذا انطلق بها لا يلوي على شيء ناسيا أن لوحة السيارة كانت مثبتة بالصدام المخلوع، وفي صباح اليوم التالي اكتشف صاحب المستودع السرقة، فبلغ رجال البوليس الذين حضروا للمكان، ومن رقم اللوحة عرفوا صاحب السيارة، وبقليل من التحري وصلوا في نفس اليوم إلى منزله وكان وقتها يغط في سبات عميق بسبب الجهد والسهـر الذي استغرقه في الليلة البارحة.

طبعا لم يستطع أن ينكر فكل الأشياء المسروقة كانت لازالت مكدسة في بيته ولم يصرفها بعد.

أما الحادثة الثانية فليس لها بطل واحد، ولكنهم مجموعة من اللصوص الأذكياء، الذين رصدوا أحد المنازل وعندما تأكدوا خلوه من السكان صمموا على سرقته، وكان صاحب ذلك المنزل ــ الذي أعرفه ولا أريد أن أذكر اسمه ــ ، أقول: إنه قد قرر السفر إلى الخارج مع عائلته في الإجازة الصيفية، وقبل أن يسافر ودع جاره الطيب ووصاه على الاهتمام وسقاية الأشجار التي أمام منزله، وذات يوم خرج الجار في وضح النهار، وإذا به يتفاجأ بسيارة نقل كبيرة متوقفة في فناء منزل جاره وحولها مجموعة من الرجال، فذهب مسرعا إليهم يستعلم ما الخبر؟!

فذكروا له أنهم من الشركة (الفلانية) ــ وأعطوه أي اسم ــ وأن صاحب المنزل سلمهم المفتاح لكي يحضروا ويأخذوا جميع (مكيفات) المنزل لعمل الصيانة الدورية اللازمة لها، لتكون جاهزة قبل أن يعود، وكانت نبرتهم واثقة ولم يظهـر عليهم أي ارتباك فبعضهم يدخلون ويخرجون ويقومون بالفك والحمل والتنزيل، وكلهم يلبسون (افورولات) العمل، فاطمأن لهم الجار واستبشر بهم بل إنه ذهب إلى منزله وأحضر لهم بعض المشروبات الباردة، ويبدو أنه استحسن الفكرة، لأنه سألهم: كم تستغرق فترة الصيانة؟!، فقالوا له: يومين أو ثلاثة على الأكثر.

فخطرت على باله فكرة جهنمية و(ذكية) خصوصا أنه سوف يذهب من الرياض غدا الخميس إلى مكة المكرمة لأداء العمرة مع أهله، فقال لهم: ما رأيكم أن تأتوا غدا وتأخذوا أيضا (مكيفات) منزلي للصيانة، وأرجوكم لا تتأخروا عن يومين بأي حال من الأحوال لأنني سوف أعود يوم السبت مساء، فقالوا: ولا يهمك سوف نبدأ بمكيفاتك أنت أولا، وأخذ يشكرهم بحرارة.

وفي اليوم الثاني أخذوها (وهذاك وجه الضيف).

وعندما رجع مع أهله وجدوا منزلهم (مهوي) ليس من المكيفات فقط، ولكن حتى من الأشياء الثمينة، (ومن عين الفارة اللي بذنبها خيط) ؟!. وهذا مثل بدوي.

مشعل السديري

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *