يوزَّزززع يا رباااااااه!!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يروى عن الزميل (كثيِّر بن عبدالرحمن بن الأسود العذري) ـ ونعم، ما علاكم زود – أن عبدالملك بن مروان سأله بغتةً: أبك هذي هي (عزَّة) اللي أنت صاجَّنا فيها؟
وكان طويل العمر قد رآها على الطبيعة، فصُدم لعدم مطابقتها لصور (الانستقرام)، التي (سبَّهت) بالزميل المضروب على عينه! فأجاب (كثيِّر): خذوا عيني (المضروبة) وانظروا بها! وخذوا قلبي (الحمار) واعشقوا به! وليس في العبارة عنصرية؛ فالحمار يضرب به المثل (على عينه برضو) في الصبر والتحمل!
وهذا هو حالنا مع كرة القدم! كان كل شَيءٍ يزيُّنها لنا، من (إبليس) إلى (ماجد عبدالله)؛ حتى قال أهل المثل «لا يدخل بين اثنين إلا اثنين: إبليس وماجد عبدالله»! مروراً بنخبةٍ من المعلِّقين الأفذاذ، الذين كانوا يقومون بالوصف والنقد والتحليل، إذ كان (التحريم) هو السائد في الرياضة، وكل شيء!!
كان أشهرهم المصراوي (الكابتن لطيف)، وكان نجماً سينمائياً أيضاً، بعباراته الظريفة، فإذا أحسن (بيبو)، فرعون مصر لـ (20) عاماً، صرخ الكابتن لطيف: بص شوف.. بيبو بيعمل إيه؟ وإن أساء، لم يتردد أن يصرخ أيضاً: يا سلااااام! إيه الحلاوة دي؟ ما فيش (أوحش) من كدا يا بيبو؟
أما (فيذا) فلم يكن مسموحاً للمعلقين إلا بالمدح، على غرار: (كل شي زين طال عمرك)! حتى لو أطاح (زعيط) بالكرة من الدمام إلى (بوحدرية)، لن تسمع من (علي داود) غير: «صحيح بعيدة عن المرمى شوية بس فكرتها حلوة»!
وبتوضيح (زاهد قدسي): «الكورة قلشت مِنُّو يا خوانَّا»!! وبترجمة (سليمان العيسى): «اللمسة الأخيرة ما كانت موفقة! و…. نواصل معكم ميزانية الخير والبركة»!!
أما الفيلسوف المكاوي (محمد رمضان) فقد سبق مشعوذي (تنمية الذات)، وكان يدعو للإيجابية دائماً بعبارته الشهيرة: «معليه.. مرة تخيب وعشر مرات تصيب»! بينما اتجه العالمي (أكرم صالح) إلى جعل المباراة موسوعةً علمية تاريخية ثقافية، أثرت الزمن أعواماً جميلة!!
وذهب الحب، وذهب المعلقون الجميلون، وما زالت (الفضوات القنائية) تتحذف علينا بعجائب (المزعِّقين)!! فكلما فشل أحدهم في (حراج) فتحت له قناةٌ صدرها وقالت: «!be innnn, or not be»!
ورغم ذلك برز أعظم معلِّقٍ في التاريخ! ألا وهو «mute»، ابن الزميل (remoot) ابن (control)!!!
محمد السحيمي
نقلا عن “مكة”