صحراؤنا وطهرانهم!!

ينشط اليوم على المحور الفارسي المستعرب شتم أهل المملكة والخليج باعتبارهم (أهل صحراء). والقصد هو أنهم متخلفون لا يرتقون إلى نعيم الآخرين وجبالهم وأنهارهم وبهاء صورهم وأفكارهم. ولطالما كانت صحراؤنا تستغل للسباب والشتائم دون أن يدرك الشتامون، السابقون والحاليون واللاحقون، أن أكثر ما نعتز به هو الصحراء وصفاء نواياها وبياض قلبها واتساع أفقها ونقاء سريرتها.

ومع ذلك، أي مع انتسابنا للصحراء واعتزازنا بها، إلا أننا نستكثر أن يكون هؤلاء (المتأيرنون) على هذا المستوى من الغباء الجغرافي والمعلوماتي. كأنهم أمريكان أو أوروبيون لا يعرفون من حضارة وتنوع أراضي المملكة وتعدد مشاربها الثقافية السكانية سوى الناقة والخيمة. أو أنهم (يتأمركون) عمدا لأنه لا حيلة لهم في الدفاع عن باطلهم وعهرهم إلا هذا الاتهام الأبدي لنا بالبداوة.

قدم الصحراء المغبرة أطهر وأشرف من وجه طهران التي يدينون لها بالحب والولاء على حساب أوطانهم وعروبتهم. ومن هذه الصحراء خرج الإسلام يحمله العرب والأعراب إلى أصقاع الدنيا التي دانت له ولنبيه العربي صلى الله عليه وسلم ولخلفائه الراشدين. وأظن أن اليمن العزيز جزء غال من هذه الصحراء التي يعيروننا بها، بل هي التي خرج من أصلابها أجدادهم.

في هذه الصحراء الكريمة وجد كثيرون، من زنادقة المحور الفارسي الآن، حضنا عربيا دافئا وترحيبا كبيرا بقدومهم واستثماراتهم ومقاسمة أهلها لقمة العيش وهم المستقبل. وقد تحملت هذه الصحراء وأهلها، من قبل وفي الوقت الحاضر، الكثير من المحسوبين على الدم الأزرق العربي الذين لا نتاج نعرفه لهم سوى بناء الديكتاتوريات وهدم الأوطان في ظل شعارات جوفاء يخترعونها وينفخون فيها حسب قيمة الشيك المدفوع من خزائن الأجانب الأعداء.

هؤلاء لا خلاق ولا شرف لهم، بل هم (سائمة) تأكل وتثغي مثل الغنم أو تخور مثل البقر دون أن تعلم شيئا عن أثر ثغائها وخوارها. ولذلك كانت حماقاتهم، على مر العقود الماضية، وبالا ماحقا على بلدانهم قبل بلدان غيرهم. يعز عليهم أن تبقى هذه الصحراء على قيد الحياة والبناء والتنمية والمنعة. ولا بد، في أصل هدفهم وتفريعاته، أن تسقط مثلما سقط غيرها في براثن الفتنة والتقاتل والتخلف.!!.

ما يثيرني فعلا أكثر من غيره هو إسطوانتهم المشروخة بأن إيران لا تطلب منهم شيئا ولا تدفعهم إلى فعل أي شيء من أجل أطماعها في الخليج والوطن العربي كله.!! ولكي ينتهوا عن هذا الاستغباء لعقولنا أقول لهم إن الفاسق حين يعطي العاهرة نقودا فلا داعي أن يخبرها بما يريد.. هي تعرف ذلك ومستعدة له.

محمد العصيمي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *