الشيعي العربي ليس مجوسيا

عملا بنبوءة زرادشت، وهو مذهب من ثلاثة يؤمن بها الإيرانيون الفرس، فإن المجد سيزول عن الفرس ويذهب إلى العرب ثم يعود إلى الفرس مجددا.

وهذا ما يعمل عليه ملالي إيران في اعتقادهم الجازم أن عدوهم الكبير هم العرب، ولا بد أن يسقطوهم حتى تعود فارس إلى مجدها وتغلب الروم، كما فعلت في أول الزمان.

وزرادشت هو الكاهن الذي استخدمه الفيلسوف الألماني نيتشه لوضع نظريته ضد الأديان، ووصفها بأنها تمثل “أخلاق العبيد”.
وقال إن كل ما نعيشه الآن قد عشناه من قبل وسنعيشه مستقبلا، وبالمناسبة، فإن الزرادشتية هي عبادة النار.

وتقول الروايات التاريخية إن مجوس إيران بعد فتحها على يد المسلمين طلبوا النجدة من كهنة الهندوس في الهند، ونصحهم الهندوس أن يظهروا الإسلام ويبطنوا دينهم الحقيقي حتى يستعيدوا أرضهم ودينهم، وبالفعل بقيت المجوسية منتشرة حتى اليوم في مواقع كثيرة في إيران.

ومن يراقب الشأن الإيراني الحالي، ويتتبع خيوط ما بعد ثورة الخميني، يكتشف بشكل لا يدع مجالا للشك أن الإيراني فارسي أكثر منه مسلما، وبالأخص رجال السياسة والدين، تشعر أن كل همهم إشعال الفتنة وضرب الأنداد، وأن تستعر النار في العرب ولا تبقي منهم باقية، ولو أن هذا العداء لم يفصح عنه بشكل مباشر، لكنه هو المحرك الكبير للأزمات في الشرق الأوسط، ويأتي عادة تحت مسمى “الطائفية”.

ولو فطن إخواننا الشيعة العرب في كل الأقطار العربية، واسترجعوا حوادث البرامكة وابن العلقمي وغيرها، لعرفوا أن هناك فرقا شاسعا بين الشيعي المسلم والفارسي المجوسي، وأن الإيرانيين لن يفرقوا بين شيعي وسني لو تمكنوا من العرب من أجل استعادة مجد فارس، الذي غاب منذ ١٤٠٠ عام.

حسن الحارثي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *