الراية خضراء والشاشة خضراء!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أوضح المؤشرات على استقرار بلد ما، هو الحركة الاقتصادية. الاقتصاد يتأثر بالسياسة والحروب بشكل مباشر وسريع.
لو حدثت اضطرابات سياسية في الهند ستتأثر أسعار الأرز الذي ينثال على مائدتك ليل نهار!
الاضطرابات والحروب تؤثر على الاقتصاد. بل حتى التصريحات أحيانا تنعكس سلبا. رأس المال جبان. أشد الناس هلعا في زمن الحرب هم التجار. يخشون على أموالهم وتجارتهم خوفهم على أرواحهم. “المال عديل الروح”!
ولأنني معني بالمشهد المحلي بشكل كبير، أشترك في عدد من الخدمات الإخبارية، وأتابع الصحف بشكل مستمر. منها رسائل خاصة بسوق الأسهم السعودية.
لست تاجرا ولا مستثمرا ولا مضاربا. أنا مواطن ذو دخل محدود. لكني أتابع سوق المال لأنه “مؤشر حساس” يستجيب ويتفاعل في نشاطه لأي مؤثرات مهما كان حجمها. بل يكشف حالة الاقتصاد وتعافيه.
غالبية الأيام الماضية كانت الرسائل تقول: “السوق السعودية تنتهي تداولاتها اليوم على ارتفاع..”. السوق الذي يتأثر مثلا بأسعار النفط وبإنتاج النفط الصخري على مسافة آلاف الكيلومترات، لا يتأثر لحرب تدور رحاها في الباب الجنوبي.
ما تفسير الأمر برأيكم؟ أليس هو متانة الاقتصاد؟
هو ذلك بالضبط. اقتصاد متين قوي متنوع، يتبوأ مكانه ضمن مجموعة العشرين.
أقرأ الصحف، أبحث عن ارتفاع مفاجئ لأسعار المواد الغذائية فلا أجد. أبحث عن خبر يكشف عن أزمة في الغاز أو الوقود فلا أعثر عليه. أبحث عن شح في المواد التموينية أو الاستهلاكية فلا أجد. الاقتصاد بوتيرته الطبيعية حتى في المحافظات الملاصقة للشريط الحدودي الجنوبي. ما تفسير الأمر؟ أليس هو استقرار البلد، ووعي المواطن والتاجر بأهمية ذلك؟
أختم بتعقيب طريف تلقيته أمس: “لا نشعر أن بلادنا تخوض حربا إلا إذا قرأنا لكم. ارحمونا من مقالاتكم. الناس مشغولون بالدوري، والدنيا بخير”!
اللهم لك الحمد على نعمة الأمن والاستقرار.
صالح الشيحي
نقلا عن “الوطن”