شهيد العوامية “ماجد” أنقذ عائلة كاملة… وأرداه “رصاص الغدر”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض ـ عناوين:
لن يتمكن تركي ذو الأعوام الثلاثة، وسلمان ذو الأشهر الخمسة من رؤية والدهما ماجد تركي بن دليم القحطاني، بعد أن طاولته «يد الغدر» وأنهت حياته رمياً بالرصاص.
كمـــا أن صورتـه التي رسخت في ذهن زوجته ووالدتـــه بالبدلـــــة العسكرية، وهو متجه للذود عن حياض وطنه، ستظل عالقة في مخيلتهما حتى وإن غادرهما في الهجمة الغادرة التي استهدفت قوات الأمن في القطيف أول من أمس. كان مشهداً مهيباً في مقبرة الدمام أمس، عند تشييع شهيد الواجب القحطاني. إذ لم يخف كثير من المشيعين من مناطق المملكة كافة، الدموع لفراق «أبوتركي»، الذي اجتمع لتشييعه أقارب حضروا من المنطقة الجنوبية، ومناطق أخرى، كما شارك زملاء حضروا ببدلهم العسكرية. وحرص أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف على الصلاة على جثمان الشهيد وتشييعه.
وطبقا لـ”الحياة” قال تركي القحطاني (والد الشهيد) : «فجعنا بنبأ وفاة ماجد، إلا أن عزاءنا أنه استشهد في ميدان الشرف». وأضاف: «لم نبلغ والدته، خوفاً على صحتها، إلا بعد أن اجتمعنا. وكلنا يقين بأن لكل أجل كتاباً». وأضاف: «حاصرت الديون والأقساط ماجد قبل وفاته، ولم يتمكن من سدادها، ولا حتى تحقيق حلمه في امتلاك منزل». واستغرب الشيخ سعود بن دليم القحطاني (عم الشهيد) ما يتعرض له رجال الأمن من «استهداف إرهابي». وقال: «في الوقت الذي تتجه فيه بنادق الوطن لدحر الأعداء بقيادة الملك الحكيم، نجد بين ظهرانينا بنادق من داخل الوطن تتجه إلى أبنائنا من رجال الأمن، تستهدف شق الصف وزعزعة الأمن وتشويه نسيجنا الاجتماعي. لكنهم لن يتمكنوا من ذلك بإذن الله».
من جهته، ذكر قائد قوة الطوارئ الخاصة في المنطقة الشرقية العميد مظلي بدر موسى الحويفر، أن الشهيد كان «مثالاً للمواطن الصالح الذي يحرص على أداء واجبه الوطني في حماية أمن ومقدسات هذا البلد». وأشاد بشجاعته وبسالته في أداء مهماته. وذكر أنه وزملاءه «لم نفقد زميلاً، بل أخاً محباً، عمل معنا فترة من الزمن، ونشهد على أخلاقه العالية، ومحبته لزملائه، ومحبة زملائه له». وزاد الحويفر أن «الشهيد أصيب أثناء دهم وكر أحد الجناة، وقام بإنقاذ أسرة كاملة، وبعد أن تمكن من نقلهم إلى بر الأمان، وأثناء عودته أصابته رصاصة الغدر». وأضاف: «كان مثالاً للإنسانية، والتفاني والحب والعطاء».