لا هو حي فيرجى ، ولا هو ميت فينعى
ضحكت بتشف كثيرا لا قليلا، عندما قرأت أن زوجة، من يسمي نفسه، أمير المؤمنين الخليفة (أبو بكر البغدادي) المتزعم بما يسمى (داعش) الإجرامية، الدولة الإسلامية بالشام والعراق ــ هذه الزوجة مع ابنتها قبض عليهن قبل مدة واحتجزن في لبنان.
وما صدق على الله أحد رجال الأعمال الأثرياء من الطائفة (الأزيدية) الذي أباح (الخليفة) البغدادي سبي نسائهم، فسبين بالآلاف ليستمتع بهن (المجاهدون) من أتباعه (حلالا زلالا) لأنهن أصبحن تحت بند (ما ملكت ايمانهم) الملطخة بالدماء.
الكارثة أن هذه المأساة المروعة حصلت أمام أنظار العالم (ولا حياة لمن تنادي)، ــ خصوصا العالم الإسلامي المصاب بما يشبه (الزهايمر) ــ فغدا في هذا العصر الذي يسابق الصواريخ (لا هو حي فيرجى، ولا هو ميت فينعى).
أعود لما بدأت به فزوجة ذلك (المأفون) المتخلف البغدادي كانت سابقة وتزوجها بعده رجل آخر، فقالوا لرجل الأعمال (الأزيدي): إنها لم تعد زوجته، فرد عليهم وكأنني أشاهده الآن وهو يصفق براحتيه فرحا وكأني بلسان حاله يقول (جاك يا مهنا ما تمنا): إذا أرجوكم مكنوني من ابنته على الأقل، فقالوا له: إنها لا زالت صغيرة ولم تبلغ الحلم بعد، فرد عليهم: حتى لو كانت كذلك، هاتوها وأنا أربيها على يدي، لن أمسها بسوء، ولكنني أريد فقط أن أحرق عليها قلب والدها بقدر ما احرق علينا قلوب آلاف الأمهات والآباء الذين لا يعرفون إلى الآن مصير بناتهم ــ انتهى.
الغريب من وجهة نظري التي قد تكون قاصرة أو متلخبطة، وأريد أن أطرحها بما يشبه السؤال :
إلى متى ــ واكرر إلى متى ــ والعالم الإسلامي لا زال يجدف في بحار من الرماد ؟!
***
بينما كنت أريد أن أسحب بعض النقود، لمحت فوق خزانة الصراف لافتة مكتوبا عليها :
ابتسم، فإن عدسة تصوير اللصوص تلتقط صورتك الآن، فرفعت رأسي لا شعوريا للكمرة، ثم ابتسمت ابتسامة مرحة، ولوحت بيدي قائلا: أهلين نحن هنا، وأتبعت كلامي بإشارة من أصبعي لها ألف معنى.
***
اتيح لسيدة (ملعبه) ــ اي (فرفوشه) أن تقوم بأول رحلة طويلة لها عبر المحيط، وكانت مسرورة بكل شيء في السفينة الفاخرة، إلا شيئا واحدا، هو أنها وجدت مكانها على المائدة في غرفة الطعام مع مجموعة من النساء فقط، وفي اليوم التالي خرجت إلى ظهر السفينة وقابلت القبطان، فقالت له: كل شيء في سفينتك جميل، إلا أنني أتناول طعامي مع النساء فقط، هل في إمكانك تضعني على مائدة مع بعض العزاب من الرجال ؟!
وأعجبني القبطان عندما رد عليها في جد قائلا: بالتأكيد يا سيدتي أنت تأمري.
وفي المساء اتخذت صاحبتنا زينتها، واندفعت إلى غرفة الطعام لتجد أن القبطان كان صادقا فعلا في وعده، فقد وجدت على مائدتها الجديدة سبعة من رجال الدين (القساوسة) يحيونها بأدب جم ورقة متناهية.
مشعل السديري
نقلا عن “عكاظ”