شتائم إعلام الأصدقاء !
انتقدت، في مقال الأمس، الإعلام العربي الأصفر، ووصفته بالإعلام الرخيص الذي أنتجته حقبة التردي والانكسار، فقد أنتجت لنا تلك الفترة جيلا من السياسيين والإعلاميين القومجيين الفاسدين الذين تاجروا بالشعارات على حساب الشعوب العربية وتطلعاتها، ومارسوا الابتزاز الإعلامي ضد دول الخليج!
ولطالما كان إعلام الدول التي تعادي حكومات الخليج مباشرا في شن حروبه الإعلامية الصفراء، لكن بعض الإعلام في الدول الصديقة كان حالة فريدة من نوعها، مما دعاني لطرح علامة تعجب في نهاية المقال: «نفهم أن تجتمع عداوة النظام وإعلامه، ولكن أن يكون النظام صديقا وبعض إعلامه عدوا، فهذا عجيب»!
العجيب أن مبررات حرية الإعلام التي سيقت لنا في السابق ما زالت هي نفسها التي تساق في الحاضر للتنصل من سوءات هذا الإعلام، وهو أمر يمكن قبوله في حالة الصحافة الحزبية المعارضة المناكفة للنظام، لكن لا يمكن قبوله أو تفهمه في حالة الصحافة الحكومية أو من إعلاميين يدورون في فلك النظام!
ولا يقف الأمر عند طعنات إعلام أو إعلاميين محسوبين على حكومات صديقة، بل أصبحنا نتلقى الطعنات من إعلاميين عرب ولدوا من رحم مؤسسات إعلامية خليجية، فاجتمع اللؤم مع الغدر!
في الكويت، سيق إعلاميون للمحاكم بتهمة إساءتهم لعلاقات الحكومة بالدول الصديقة، وفي السعودية وجميع دول الخليج لا يمكن أن يجد أي كاتب صحفي مجالا لنشر الإساءات للدول الصديقة، بينما في بعض الدول العربية تقام ضدنا حفلات الشتم دون حسيب أو رقيب بدعوى استقلالية الإعلام وحرية الصحافة في بلاد يضرب فيه عدو الحكومة على «قفاه»!.
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”