(عنجلينا جولي) بين طرفة والقصيبي !
هل تستغرب الزميلة (عنجلينا جولي) لو تصدر قائمة متابعيها في (تويتر) داعيةٌ سعودي، هِزَبرٌ غضنفر، يرسل لها هديةً خاصة مختومةً بعبارة (مع حبي يا ريحانة فؤادي)، ويطلبها على الخاص ويقول لها، ما قاله الفقيه الحَجَنْجِزيُّ، الذي كان يعلم تلاميذه في صحن الحرم المكي، وإذا بفاتنةٍ (متآمرة)، تطوف حول الكعبة؛ مستعرضةً مواهبها لإقناعهم بأن الأرض تدور!
وبينما هبَّ بعض تلاميذه (الدواعش) ليبطشوا بها، ويرسلوها سبيَّةً (ما وراها جزية)، للخليفة (أبوالساعة اللماعة)، تبسم لها الفقيه الجليل، ولو كان غير حَجَنْجَزيٍّ لأصابه شدٌّ عضلي في براطمه، واضطر ( فيصل البدين) لإبعاده، و…. أين وصلنا؟ آه… وقال لها: «أسأل الله تعالى أن لا يعذَّبَ هذا الجسد الجميل في النار»! فخجلت الفتاة وتابت وأصبحت داعيةً جميلة برضو!
وربما زاد واعظ (عنجلينا) فدعاها أن تُسلم لتسلم وتتزوجه! فإن رفضت فلا بأس أن تلقمه ثدييها (الصناعيين) لتصبح أخته بالرضاعة، حسب فتوى (رضاعة الكبير) الشهيرة، التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك: أن الأرض لا يمكن أن تدور، وقد أصابتها جلطة، من عجائب بعض أبنائها الوعّاظ البررة!
أما بمناسبة يوم الشعر العالمي فإن الزميلة (عنجلينا) باستئصالاتها الاستباقية، إنما تطبق مبدأ (طرفة بن العبد): فإن كُنتَ لا تسطيعُ دفع منيَّتي * فدعني أبادرْها بما ملكت يدي!
وفوق أنه مبدأ أحمق، وقصته لا يصدقها إلا من تبرع بعقله للسيد (حسن نصر الله)؛ فإن الشعر الجاهلي لا حقيقةَ له إلا في برنامج (على خطأ العرب)، كما أثبت قاهر الظلام (طه حسين)!
لكن الشاعر الحقيقي، الذي يهم (عنجلينا) في صراعها مع الخوف، هو رمزنا الضخم (غازي القصيبي)؛ حيث يروي نخلتُنا السكرية العنيزاوية (حمد القاضي)، عن أيقونة الوفاء الجنوبية ( هزاع العاصمي) أنه تلقى خبر تمكن السرطان منه بيقينٍ نادر، وبادر هو إلى تصبير عائلته، وطالبهم أن يعينوه بالرضا بحكم الله والدعاء! ولكنه لم يستسلم، وظل يبذل الأسباب المتاحة، كالعلاج بالكيماوي، حتى اللحظة الأخيرة، بعد أن يستخير العليم الخبير في كل خطوه!
أما (عنجلينا) فليس أمامها الآن ـ وقد سُلبت يقينها ـ غير أن يضمن لها قتلتُها (الداعشيون) باسم الطب: أن لا تموت أبداً!
محمد السحيمي
نقلا عن “مكة”