حرب «الفيل» الثانية !
لم تكن السعودية لتنتظر «أبرهة» فارسيا هذه المرة ليأتيها من اليمن، فالفيل الحوثي اختار أن يكون مطية للنفوذ الإيراني وكان لابد من رسالة حازمة بأن للصبر السعودي حدودا، وللحكمة أنيابا حادة تستطيع أن تردع الحماقة!
لقد أخطأت إيران قراءة الحراك السياسي الذي شهدته الرياض خلال الأسابيع الماضية، وأخطأ «الحوثي» تقدير حسابات الصبر السعودي على سعيه لتحويل اليمن إلى خنجر إيراني في خاصرة الجار الكبير، فجاء الرد السعودي حازما بعاصفة نجحت الرياض سياسيا في توفير غطاء الدعم الإقليمي والدولي لها، ونجحت عسكريا في إظهار حجم قدرتها وفاعلية حركتها !
العملية العسكرية السعودية بمشاركة الحلفاء لم تأت إلا بعد أن استنفدت كل الخيارات السياسية لإقناع الحوثيين بقبول الحوار كوسيلة لحل الأزمة اليمنية، لكن الحوثي لم يكن يبحث عن حل يجمع مكونات الشعب اليمني، بل يبحث عن انتصار لانقلابه على الشرعية اليمنية وتهميش بقية المكونات السياسية، كان الحوثي يبحث عن تفرد يكرس سطوته، بينما الحوار يبحث عن شراكة تنهض باليمن من أزمته !
لكن الحقيقة أن الانقلابيين الحوثيين لم يكونوا يملكون قرارا أو خيارا، فهم مجرد أداة لخدمة هدف محدد وهو بسط النفوذ الإيراني في اليمن كما تفعل في العراق وسوريا لإخضاع المنطقة بأكملها لحلم استعادة الامبراطورية الفارسية !
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”