مسرحنا الله… قولوا: آمين!
يحتفل العالم كل عام بيوم المسرح، حيث تطوع الزميل (مارس) وفرَّغ له، مشكوراً مأجوراً، يوم (٢٧) منه!!
ولأننا البلد الوحيد، المستثنى بـ(إلاَّ) و(عدا) و(خلا) و(حاشا) و(كلاَّ)؛ فقد جبر المخرج البولندي (كريستوف ورليكوفسكي) خاطرنا، واستهل كلمة المسرح التي أسندت إليه هذا العام، وسيلقيها الليلة من جارتنا (الشارقة)، بالإشارة إلى صبرنا (النصراوي) بل (الأهلاوي) بل (الأنصاري)، قائلاً فيما ترجمته الدكتورة/ نهاد صليحة: «إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية بشرط أن نبحث عنهم بعيداً عن خشبته»!
يسلم فمّك يا شيخ! وتلوموننا في حلاوة (البقرة البولندية)؟ من غير المسرحيين السعوديين (٣ من حارة حُبُكشي، (٢) عميان والتالت ما بيشوفشي) يعملون خارج خشبة المسرح؟ ويقومون بمعظم البروفات في مواقف السيارات، أو في مستشفى (عرقة) «اسم الله علينا»، أو في برحة الـ(٧ ملفات)، على كورنيش خط صلبوخ القديم؟ وتكتمل المصائب حين يكون النص (مطبَّق مالح)، مكتوباً بخط الزميل (محمود تراوري)، المسرحي الآبق منذ ربع قرن، ولا يستطيع خبير المخطوطات الدكتور/ (عبدالعزيز المانع) بكبره، قراءة خطه، حتى في (تويتر)!
ويضيف (كريستوف): «فهم غير معنيين بالمسرح كآلةٍ لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية»!
من هم؟ (محمد العثيم) و(ملحة عبدالله) و(عبدالباقي بخيت) و(فهد ردة الحارثي) و(سامي الجمعان) و(فهد الحوشاني) و(علي السعيد) و(علي الغوينم) و(أحمد الأحمري) و(عباس الحايك) و…. كمّلوا أنتُنَّتُم بقية (المتقشِّفين في الأرض)… وستتعبون وهم لم يتعبوا من الركض بـ(وادي لا صدى يوصل… ولا باقي أنين)!
ومن اللقطات الخاصة بنا في كلمة المسرح هذا العام: الإشارة إلى المبدع المجنون (فرانز كافكا)، صاحب رواية (المسخ)، وترجمتها الحرفية المعنوية: (الكائن المسرحي فيذا)! حيث نقل عنه قوله: «تسعى الأسطورة إلى شرح ما لا يمكن شرحه، ولما كانت الأسطورة قائمة على الحقيقة، فلا بد أن تنتهي إلى ما يستعصي على التفسير»!!
و(كافكا) يقصد (بروميثيوس)، سارق النار، أما (كريستوف) فيريد المسرح السعودي، حيث سرقنا النار حتى احترقنا!
محمد السحيمي
نقلا عن “مكة”