نفد الصبر.. فعصف الحزم
السعودية وطن لا يحب الحروب، ويتحمل الكثير تجنبا لها، إلا أن الصبر الجميل نفد، فاضطرت المملكة ودول المنطقة للدخول في “عاصفة الحزم”، وهي أهلٌ للحزم بعد طول حلم وصبر.
سكتت السعودية طويلا، وتحملت كثيرا بعدما قدمت الكثير لا لشيء إلا ليستقر الجيران وتحفظ كرامة الإنسان، إلا أن الأطماع فاقت كل حدود وطفح الكيل وبان العور وتجاوزت الأخطار كل تصور، وكاد اليمن يتلاشي عن الخارطة لتحل مكانه يد لإيران تلعب بالدمى، كما فعلت في العراق وسورية ولبنان ولا تزال تفعل. فكان لا بد من الحرب، لحفظ الأوطان وحماية الإنسان سعوديا ويمنيا وعربيا.
منذ بدأ “الحوثي” ورفاقه العبث في اليمن، كانت المطالبات كثيرة لتدخل سعودي يحسم الأمر ويرد المعتدين، إلا أنها آثرت الصبر حرصا على الدماء والديار، لكن “وما حيل المضطر إلا ركوبها”، ركبت السعودية الحرب، لتحرر اليمن وتحفظ حدودها من غدر الغادرين الذين لم يسلم منهم أهلهم فكيف يأمنهم جارهم.
قبل أن ترد السعودية وحلفاؤها بـ”عاصفة الحزم”، أكدت على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أنها ودول الخليج ستتخذ الإجراء المناسب إذا فشلت جهود التوصل إلى حل سلمي لوضع اليمن المضطرب، إلا أن يد إيران واصلت غيها وعبثها، حتى وصلت إلى عدن، فطالبت حكومة اليمن دول الخليج بالتدخل لوقف الحوثيين، فكان ما كان، لأن إيران حولت اليمن من “سعيد” إلى “تعيس”، وهذا الشيء لا يرضي دول الخليج والدول العربية الوفية والصديقة لليمن.
اليوم، نقول قول شاعر اليمن عبدالله البردوني:
فقد آن للجور أن ينتهي/ وقد آن للعدل أن يبتدي
وعدنا الجنوب بيوم الجلاء/ ويوم الفدى غاية الموعد
سنمشي على جثث الغاصبين/ إلى غدنا الخالد الأمجد
وننصبّ كالموت من مشهد/ وننقضّ كالأسد من مشهد
ونرمي بقافلة الغاصبين/ إلى العالم الآخر الأبعد
فتمسي غبارا كأن لم تعش/ بأرض الجنوب ولم توجد
فواز عزيز
نقلا عن “الوطن”