مجلس الشورى.. لكم وللتاريخ
من الطبيعي أن تتباين عقليات أعضاء مجلس الشورى وتختلف حول أي موضوع يناقشه المجلس، فهم من أطياف المجتمع، لكن أحيانا لا تقبل آراء البعض حول أي موضوع معين، لأنها غير مقنعة.
في مناقشة مجلس الشورى أول من أمس لمقترح العضو أحمد الزيلعي حول دراسة تعديل المادة الـ13 من نظام الخدمة المدنية بما يمكن موظفي الحكومة من الاشتغال بالتجارة أو تأسيس الشركات، استطاع 60 عضوا ترجيح كفة المقترح، لكن الغريب أن يقول أحد أعضاء مجلس الشورى: “أدعو المجلس أن يربأ بنفسه عن الموافقة على هذا المقترح”، والجميل أن يشطب رئيس المجلس المداخلة، ليس لأني أؤيد المقترح بل لأني كمواطن أريد تأييدا أو رفضا مقنعا!
والأجمل في مناقشة موضوع تمكين موظفي الدولة من الاشتغال بالتجارة، شجاعة أحد الأعضاء الذي اعترف أمام زملائه بأنه مارس التستر التجاري قبل تقاعده، لكنه تجاوز الشجاعة بالاتهام، فلم يخف اعتقاده بأن كثيرا ممن هم تحت القبة خاضوا هذه التجربة، فلم يعترض أحد حتى الرئيس، إلا عضوا واحدا قال: “أنا ما عندي بزنس.. أنا حيادي”.
هنا أتذكر قصة ذكرها وزير الصحة الأسبق والزميل الحالي في هذه الصحيفة الدكتور حمد المانع في كتابه “لكم وللتاريخ.. سيرة وزارية صريحة”، حين وقف أمام مجلس الشورى.
يقول المانع: “وقف أحد الأعضاء يسألني في محاولة لإحراجي فقال العضو: أنتم ذكرتم أن مشروع المختبر الوطني تأخر 14 عاما بسبب عدم وجود أرض داخل مدينة الرياض! يا أخي لماذا الإصرار على الرياض؟ لماذا لم تبنوه في أي مدينة داخل المملكة، بدلا من الانتظار الطويل؟
ويضيف المانع: “شكرت عضو الشورى على سؤاله وعلى حرصه، وقلت له: “كلامك صحيح! وكنت أتمنى ذلك، لكنك أنت كنت مديرا عاما للمشاريع في وزارة الصحة آنذاك، فلماذا لم تفعل”؟! فضجت قاعة الشورى بالضحك والهمسات كما يقول المانع في كتابه..!
(بين قوسين)
عزيزي عضو مجلس الشورى، اختيارك لعضوية مجلس الشورى هي مواصلة لمسيرتك في الوظيفة الحكومية أو حضورك في المجتمع، فلا تنفصل عن سيرتك ولا عن مجتمعك؛ إذا أردت أن تخدم وطنك.
فواز عزيز
نقلا عن “الوطن”