انسحاب قينان!
يقول الخبراء العسكريون إن الانسحاب أثناء المعارك عملية عسكرية مطلوبة أحيانا. يبرز من أسبابها تجنب خوض معركة في ظروف تعبوية غير ملائمة. ويراعى أحيانا أن تكون خطة الانسحاب مرنة!
قبل أيام أعاد أستاذنا القدير “قينان الغامدي” هيئة الصحفيين السعوديين إلى واجهة المشهد الإعلامي بعد سبات طويل.
هناك من يقول إنه استقال، وهذا مثار جدل. هناك من يقول إنه قفز من المركب قبل أن تغرق، وهذا تحليل مضحك، فالمركب ما يزال على اليابسة ولم يمخر عباب البحر بعد!
على كل حال أعتقد أن ما قام به الإعلامي الضخم من وجهة نظري ليست استقالة، بل انسحابا!
ولو أسقطنا فلسفة الانسحاب لدى العسكر على ما قام به لوجدناها متطابقة بشكل كبير!
الانسحاب من الهيئة خطوة مهمة في هذه المرحلة بالذات. وهو ما قام به. أيضا العسكر يقولون إن الانسحاب من الساحة يهدف في بعض الأحيان إلى تجنب خوض معركة في ظروف تعبوية غير ملائمة. والظروف التعبوية لهيئة الصحفيين السعوديين غير ملائمة، ولم تحقق أدنى حدود الرضا للصحفي السعودي. لذلك الانسحاب حل مناسب!
النقطة الأخرى التي تتقاطع فيها عملية الانسحاب هي كون خطة الانسحاب مرنة. وهو ما فعله قينان الغامدي حينما “دبج” خطابا رقيقا، بخط اليد -والخطابات المكتوبة بخط اليد أقرب إلى القلب- الخطاب ينضح بالتقدير لزملائه في الهيئة، ويعبر لهم عن رغبته في الاستقالة. والحقيقة أن العاملين في الهيئة -وهنا المشكلة- يحظون بتقدير واحترام نسبة ضخمة من الصحفيين السعوديين. وهو ما يقف حاجزا دون انتقاداتها أحيانا.
كل ما أرجوه من الأصدقاء والزملاء في مجلس إدارة الهيئة -الذين نحبهم ونحترمهم- أن تكون هذه الدورة هي الأخيرة لهم. سبق أن رجوتهم في الدورة الماضية، وها أنذا أكرر رجائي. سنوات طويلة قضوها في مجلس الهيئة كافية جدا.
وبمواقعهم الحالية وبخبرتهم العريضة لن تضيف إليهم الهيئة شيئا. فلا يجب أن يكونوا عائقا أمام من سيضيف إليها. ارحلوا مكللين بالتقدير والعرفان.
صالح الشيحي
نقلا عن “الوطن”