معالي وزير التعليم: بقي ثلاث ركلات جزاء
تقول نشرة الأخبار الظريفة إن معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، أضاع ركلتي جزاء متتاليتين وهو يستعرض مهاراته الكروية في افتتاح المنشآت الرياضية لجامعة الملك سعود. معاليه قد يراها صدفة نادرة بينما أراها أنا مصادفة مقصودة، لأن معاليه يتسلم اليوم في حمل ثقيل وضخم الكثافة والوزن، مسؤولية دمج وزارتين، وكأن معالي الوزير يواجه الحارس الأسطوري “أوليفر كان” في ركلات جزاء ترجيحية.
وليسمح لي صدر معالي الوزير القادم للوزارة من عوالم الإعلام والنشر، أن أبوح له بما يلي: أخفق صاحب المعالي في تسديد ركلتي جزاء، وبقي أمامه ثلاث ركلات من خمس ضربات جزاء ترجيحية. الضربة الثالثة القادمة، أن يعطي الوزير للجامعات السعودية مساحة كبرى للاستقلال كي “تستقل” عن بيروقراطية وأنظمة ما كان يسمى بوزارة التعليم العالي. أن يسدد صاحب المعالي ركلة جزاء ثالثة في قلب المرمى ليقول للجميع إن زمن الجامعات التي كانت نسخة من بعضها البعض مثل طوابع البريد قد انتهى ولا رجعة إليه.
أن تقول للجامعات السعودية إنه انتهى ذلك الزمن الذي ينتظر فيه أستاذ الجامعة موافقة معالي الوزير على صرف تذكرة لحضور مؤتمر عالمي ليومين، وإنه لم يعد للزمن السابق مكان كي تنتظر فيه جامعة “ما” قرار معالي الوزير لإحداث تغيير ثانوي طفيف في متطلبات المناهج الجامعية.
ضربة الجزاء الرابعة أمام معالي الوزير هي أهم ركلات الجزاء لأنها تأتي قبل الخامسة والأخيرة، وإن ضاعت هذه الضربة فلا معنى لما قبلها من ركلات ولما بعدها من الحاسمة. نحن نسمع يا معالي الوزير أنك بدأت بسحب بعض صلاحيات أي ملحق ثقافي فيما يختص ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. هذا البرنامج بالتحديد، يا معالي الوزير، هو المشروع الوطني الأوحد الذي يهتم ببناء وتنمية الإنسان، وهو لدينا جميعا أهم من كل الأنفاق والكباري والطرق المزدوجة، وأغلى من بناء المشافي والمباني. نحن يا صاحب المعالي على استعداد للتضحية بكل تنمية للمكان ليبقى مشروع “الإنسان” في هذه الفكرة العبقرية مفتوحا بلا اشتراطات أو سحب للصلاحية. الركلة الخامسة يا معالي الوزير، هي ضربة جزاء “حقوق المعلم”: من الجرم والحرام يا معالي الوزير أن يظل نصاب المعلم الأسبوعي “24” حصة في معدل فصلي من الطلاب من “30” طالبا، لأن في المعادلة الخطيرة ما يعني تحويل المعلم إلى مجرد سجان يراقب مجرد الأداء والنظام والسلوك على حساب المنهج والمادة. هذه الخامسة والأخيرة هي أخطر ركلة جزاء أمام معالي الوزير الذي أضاع “بقدمه” ركلتي جزاء في حفل ترفيهي، ونطلب منه أن يسجل بيده وتوقيعه هذه الركلة الخامسة الحاسمة.
علي سعد الموسى
نقلا عن “الوطن”