عبده خال يلازم السرير وولي ولي العهد يطمئن عليه
جدة ـ متابعة عناوين:
اطمأن ولي ولي العهد، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، على الحالة الصحية للكاتب والروائي عبده خال، الذي يرقد على السرير الأبيض، وذلك في اتصال هاتفي مع ابنه البكر وشل.
ونقلت “العربية.نت” عن وشل عبده خال إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من ولي ولي العهد، الأمير محمد بن نايف للاطمئنان على صحة والده، ووصف وشل الاتصال بأنه “غير مستغرب” و”ليس بالشيء الجديد” على قادة هذه البلاد الذين تربطهم علاقات متينة مع كافة أبناء شعبهم.
وكان عبده خال، الذي ولد في جازان في الثالث من أغسطس 1962م، أحس بصداع طفيف يوم الثلاثاء الماضي إبان مشاركته في معرض الرياض للتوقيع على روايته التي أصدرها أخيراً “لوعة الغاوية”، وقرر حينها العودة إلى جدة، وبحسب ابنه وشل، فإن خال كان يمارس حياته بشكل طبيعي بعد عودته إلى منزله، وكان يتحدث معهم ويمازحهم كعادته، لكنه صبيحة يوم الخميس فقد القدرة على الكلام، ما دفعهم لنقله بشكل عاجل إلى المستشفى، حيث قرر الأطباء هناك إصابته بجلطة خفيفة في الدماغ، وتقرر على إثرها تنويمه لمتابعة حالته الصحية عن كثب.
وما إن تسرب نبأ تعرض عبده خال حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بطرح الأسئلة من جهة عن حالته الصحية، وتطمينات باستقرار حالته الصحية في المقابل من بعض المقربين منه، وأصبحت إصابته الأخيرة مجرد سجل في تاريخه الطبي، حيث خضع غير مرة لعملية قلب، ولكنها المرة الأولى التي يصاب فيها بجلطة دماغية.
وفي حين أن عبده خال له الكثير من المحبين والمعجبين بتدفق “نهره الكتابي”، إلا أن هناك من يصفه بـ”الـمتحرر” من قيود المجتمع، بل إن هناك من ذهب لوصفه تارة بـ”الزندقة”، في حين ظل خال يتابع السجالات هنا وهناك بابتسامة لا تنم سوى عن إيمانه بمقولة الراحل غازي القصيبي: “إن الإنسان الذي يستطيع أن يعذبك هذا العذاب كله، أن يشقيك هذا الشقاء كله عبر رواية، مجرد رواية، لا بد أن يكون روائيا موهوبا تحبه لموهبته، وتكرهه لأنه يذكرك بالمأساة الإنسانية”.
عاش عبده خال الكثير من التعرجات في حياته، بدأها من دراسته المرحلة الابتدائية في مدينة الرياض، قبل أن ينتقل إلى جدة لدراسة المرحلة المتوسطة والثانوية، ومن ثم الجامعية، إذ نال درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز، وذهب بعدها لتدريس اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية، وهي الوظيفة التي مازال يشغلها حتى هذه اللحظة.
وبدأ عبده خال حياته في معترك الثقافة حين بدأ صحافياً وكاتباً في جريدة عكاظ، كذلك نشر بعض منشوراته في عدد من الصحف والمجلات العربية والدولية، قبل أن يبدأ في كتابة الرواية والقصة في وقت مبكر من التحاقه بالصحافة، وهي التي قدمته لنيل جائزة “البوكر” العالمية، عن روايته “ترمي بشرر”.
وما قد لا يعرفه البعض عن عبده خال أنه لا يؤمن بنشر أعماله الخيرية على صفحات الصحف والمجلات، بل يحاول الهرب حتى من أعين أقرب الناس له، حتى لا يلاحظه أحد وهو يمد يد الخير لمساعدة محتاج، وقاعدته في هذا الأمر “أن العمل الصالح بين العبد وربه”.
عبده خال لا ينتظره حالياً أبناؤه وشل (25 عاماً) ومعد (23 عاماً) وعذب (20 عاماً) وصغيرته (15 عاماً)، وليس أيضاً أصدقاؤه ومحبوه، وإنما تنتظره كتبه التي لم تبارح يوماً ناظريه، والأوراق التي تترقب “زحف قلمه” لكتابة فصل جديد من رواية أو سرد قصصي، وكذلك هناك طلبته الذين ينتظرون عودته للاستمتاع بدرسه “الإملاء اليومي”، وهو الدرس الذي دأب لسنوات في تلقينه لطلابه، حتى يتقنوا كتابة اللغة العربية، ونظير إتقانهم، سيحصلون على مكافأة عبده خال في نهاية العام الدراسي، وهي عادة ما تكون رمزية ولكنها مجزية بالنسبة لهم.