من أبو متعب إلى أبو فهد
سلام الله عليكم يا قراء «عكاظ» العتيدة، مضى وقت طويل قبل أن يتجدد لقاؤنا اليومي هنا وامتدت الإجازة أكثر مما كنت أتوقع، وأشكر أستاذنا رئيس التحرير وبقية الزملاء في الجريدة على صبرهم وتحملهم شطحات العبد الفقير حيث أنني في الفترة الأخيرة لم أعد ذلك الزميل (المضبوط) بسبب تداخل الالتزامات.
كنت قد بدأت الإجازة قبل شهر من وفاة حبيب الشعب الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله مقاليد الحكم، وبقدر حالة الحزن التي عمت البلاد من البحر إلى البحر على رحيل أبو متعب كانت حالة الاطمئنان التي سادت بعد الإجراءات والتعيينات التي قام بها أبو فهد، وهذا ليس بالأمر المستغرب من ملوكنا الذين لم يتردد واحد منهم في كتابة صفحات مضيئة تفاخر بها كتب التاريخ.
على الصعيد الشخصي كان عهد الملك عبد الله مرحلة لا تنسى لأنني بمجرد توليه الحكم امتلكت جرأة الاستقالة من الوظيفة الحكومية والتفرغ للصحافة دون أن يكون لدي أدنى قلق على مصدر عيشي، وليس صحيحا أبدا أنني في يوم ما أخذت ضوءا أخضر من هذا أو ذاك لأنني ببساطة لا أعرف أحدا ولا أحد يعرفني ولكن ثقتي بالله ثم ثقتي كمواطن بعهد أبو متعب كانت كبيرة.
وبعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم أدهشتني رسائل الموتورين من (الملاقيف) وأنصاف الدواعش في وسائل التواصل الاجتماعي التي تتوعدني ــ أنا وأمثالي ــ وكأنني مهرب مخدرات أو قاطع طريق ولست كاتبا بسيطا يقول كلمته ثم يمضي إلى حال سبيله، وقد ضحكت حقا من هذه الرسائل البائسة لأن الأمر الذي لا يعرفه (مربطي الشوش) هؤلاء أنني قبل فترة وجيزة من رسائلهم تشرفت باختياري ضمن الوفد الإعلامي الرسمي المرافق للملك سلمان ــ حين كان وليا للعهد ــ في قمة الدوحة الخليجية.
ما أردت قوله باختصار أن عبد الله هو سلمان وسلمان هو عبد الله، وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ هذا البلد المبارك وأهله الخيرين الكرام وأن يعين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد وسائر أعضاء الحكومة الشابة لتحقيق تطلعات الوطن والأمة..
خلف الحربي
نقلا عن “عكاظ”