#هلكوني المستورد
نهضت من فراشي صباح الأمس على المكالمة الأولى للأخ العزيز الدكتور موافق الرويلي مبتكر وصاحب فضائح #هلكوني للشهادات العليا وجامعات الشقق الوهمية. قلت له إن بإمكاننا السيطرة تماما على هذا المنتج المحلي وبإمكاننا تحييد هذا الورم الداخلي الذي يشتري ورقة الكارتون لشهادة الدكتوراه من أجل برواز صغير في طرف المجلس. كان حديثنا ساخرا وضاحكا قبل أن أسحب صاحبي إلى الحقيقة الموجعة: معضلتنا الكبرى ليست مع #هلكوني الداخل بل مع الآلاف من استقدام #هلكوني.. لتغطية آلاف الفراغات الأكاديمية في فروع الجامعات، وفي الجامعات الناشئة التي نثرناها في كل قرية وهجرة ومحافظة. سأقولها بكل وضوح وصراحة: نشر الجامعات وفروعها إلى كل زاوية وكل ركن بلا تخطيط ممنهج ظلم أجيالا قادمة، وإليكم هذا المبرر: من هو أستاذ جراحة الترميم والتجميل في أعقد تخصصات الجراحة الذي سيرضى بعقد عمل في كلية طب بيشة أو المجمعة؟ من هو الاسم اللامع في جراحة المخ والأعصاب الذي سيقبل فرصة وظيفية لكلية الطب في عرعر أو الهفوف؟ من هو، وحتى في تخصصي المتواضع، أستاذ اللسانيات البارز الذي سيقبل بالعيش والحياة في مسقط رأسي سراة عبيدة كأستاذ بقسم اللغة الإنجليزية في فرع الجامعة بهذه المحافظة؟
تذكرني خريطة التعليم العالي ونشرها في كل حدب وصوب بالفكرة ذاتها الأولى لنشر التعليم الابتدائي عندما كان خريج السادسة الابتدائية يعود مباشرة إلى تدريس الفصل الأول في المدرسة ذاتها. كنا يومها نسمي هؤلاء أساتذة الحاجة.. ولكننا اليوم مع دكاترة الحاجة والفزعة. خذوا هذه الإحصائية من موقع وزارة التعليم العالي: لتغطية الحاجة إلى دكاترة الحاجة والفزعة، يعمل بجامعاتنا اليوم كل ما يلي من هذه الأرقام: 700 أستاذ من دكتوراه الجامعات اليمنية. يعمل لدينا 12416 أستاذا من خريجي الجامعات المصرية الخالصة من جامعة جنوب الوادي حتى الزقازيق وانتهاء بعين شمس والقاهرة. يعمل لدينا 4712 أستاذا جامعيا من جامعات سورية والأردن، وأكثر من هذا أن لدى جامعاتنا (فضيحة) ثمانية آلاف من محاضري ومعيدي وأساتذة جامعات (بنجلاديش) لإنتاج عقول أجيال وعقول جامعية جديدة وقادمة. كل هذا العبث تحت اسم خارطة التعليم العالي يبرهن أننا لا نفرق بين بناء فرع للجامعة في هذه (المحافظة) وبين تصريح لوزارة الزراعة بإنشاء مزرعة دواجن. أخي الغالي موافق الرويلي: هذه دعوة مفتوحة لفتح ونبش #هلكوني المستورد لأن هؤلاء هم أكبر جريمة في حق هذا البلد.
علي سعد الموسى
نقلا عن “الوطن”