كلام عليه جمرك !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قبل أن أزور مدير عام الجمارك صالح الخليوي في مكتبه، أصر مدير العلاقات العامة الصديق عيسى القضيبي على أن أقوم بزيارة لإدارة الوسائل الرقابية الحية، حيث يتم تدريب الكلاب على رصد المخدرات والمتفجرات ومكافحة الشغب، وكشف الجثث المطمورة وأجساد المصابين تحت الأنقاض!
ما سرني في تلك الزيارة هو أن جميع المدربين من الشباب السعودي، ويقومون بعمل رائع جعلهم المرجع لجميع القطاعات الأمنية في تدريب الكلاب!
في مكتب مدير عام الجمارك كان هاجسي الأول هو هؤلاء الأبطال الذين يقفون على أسوار المملكة لصد عدوان جيوش المخدرات والممنوعات والبضائع المقلدة والمغشوشة، فسألته: متى سيتم إقرار كادر خاص بموظفي الجمارك ينصفهم ماديا ومعنويا، فكان جوابه بأنه طالب بهذا الشيء، ويأمل أن يتم ذلك اليوم قبل الغد، وكأن عقله الباطن يشير لي إلى أن العقدة في المبنى المجاور.. مبنى وزارة المالية!
سألته: لماذا تتسلل البضائع المقلدة والمغشوشة إلى أسواقنا؟! قال إن الجمارك تسمح للتاجر بتخزين البضائع غير المطابقة للمواصفات في مخازنه بانتظار إعادة تصديرها، وفي هذه الحالة تكون أرض التخزين أرضا خاضعة لسلطة الجمارك، لكن ما يحدث هو أن بعض التجار بدلا من إعادة تصديرها يتحايلون بتسريبها للأسواق المحلية، وهذا أمر مخالف للأنظمة ويعرضهم لتطبيق العقوبات والغرامات!
ثم سألته عن التفتيش الجمركي الآلي، فأكد أنه سيطبق في مطار الملك عبدالعزيز الجديد، بينما تطبيقه في مطار الملك خالد مرتبط بتلبية الشروط الأمنية التي تطالب بها الجمارك، وهو ما لم يتحقق حتى الآن!
قلت له إن مدير عام المطار الجديد المهندس يوسف العبدان مستعد لتسخير كل شيء لتحقيق مطالب الجمارك، بل وتحمل تكلفته، فقال إن هذا المسؤول استطاع خلال مدة زمنية قصيرة تحقيق الشيء الكثير، ونتطلع للعمل معه لإنجاز الكثير!
أخيرا، سألته عن معاناة التخليص الجمركي بأقسام الشحن في منافذ المطارات، فقال إن الأمر لا يتعلق بالجمارك وحدها، فالإجراءات تشترك بها ثلاث جهات، هي: الخطوط السعودية وهيئة الطيران المدني والجمارك!
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لا تنسق هذه الجهات الثلاث لتسهيل الإجراءات بدلا من تعقيدها؟!.
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”