الحفاظ على الإنسان
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
خذ الأمر ببساطة، كل ما حولك من بشر وشجر وحجر هو بيئة. كل ما حولك من عوامل مادية وتفاعلات كيميائية هو بيئة.
بعيدا عن اللغة والمصطلحات العلمية تستطيع القول ببساطة أكثر، إن البيئة هي كل ما له علاقة بالماء والهواء والتربة والمعادن.
نشاط الإنسان يحدث تأثيرا على البيئة، البيئة تتلوث، تختل، كما أن هناك تلوثا فهناك علاج لهذا التلوث، لذلك تجد للبيئة “أصدقاء” في كثير من دول العالم.
هناك جمعيات خاصة بأصدقاء البيئة. يقيمون فعالياتهم بعيدا عن المؤسسات الرسمية، على الشواطئ وفي الغابات وأطراف الصحراء. هنا – وهذا أمر مضحك – لدينا أصدقاء بيئة من نوع نادر!
هل تلاحظ بعض العمالة وهم يجوبون أطراف المدن بحثا عن القطع الحديدية، وآخرون يفتشون أكوام القمامة وسط الأحياء ويجمعون الفوارغ المعدنية. هؤلاء – مع التحفظ على عملهم – هم أصدقاء للبيئة بشكل غير مباشر. بمعنى هم يسعون إلى مصلحتهم الشخصية المتمثلة في جمع المال من خلال بيع ما يجمعونه على بعض تجار الحديد الذين يقومون بدورهم ببيعه على مصانع تعيد إنتاجه!
لكنهم، وهنا ما يهمني في الموضوع، يخدمون البيئة من خلال حفاظهم على الموارد الطبيعية، وحماية الأرض من السموم التي تحتاج إلى سنوات طويلة للتخلص منها.
ما الذي أود الوصول إليه؟ نحن في بيئة جغرافية قاسية، جافة، في حاجة إلى اهتمام ورعاية. المؤسسات الرسمية تحافظ على البيئة بقوة النظام. هذا أمر مطلوب. البيئة في حاجة إلى قوانين تحميها، لكن فاعلية الجمعيات والهيئات المدنية لا تقل عن جهود الحكومة.
نحن – وهذه خلاصة المقال اليوم – في حاجة ماسة إلى إنشاء كثير من الجمعيات الخاصة بحماية البيئة.
الحفاظ على البيئة حفاظ على الإنسان. يفترض في كل منطقة هناك جمعية خاصة تحت مسمى “جمعية أصدقاء البيئة”. هناك أصدقاء فعليون للبيئة لكنهم شتات. أيديهم مربطة. وأقدامهم لا تقوى على الحركة. في حاجة إلى مظلة قانونية. في حاجة إلى من يرشدهم وينظمهم. مساندتك لهذا الاقتراح يجعل منك صديقا للبيئة.. افعل ولا تتردد!
صالح الشيحي
نقلا عن “الوطن”