من يمنع رياضة البنات؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تتزين جدران إحدى مدارس البنات في حي النسيم في جدة بالكثير من العبارات التي تحث على ممارسة الرياضة وأهميتها في حياة الإنسان، مرفقة برسومات رياضية هي أقرب ما تكون إلى النساء، وهذا أمر طبيعي فالمدرسة مدرسة بنات، إلا أن الأمر غير الطبيعي أن ممارسة الرياضة هذه ممنوعة في هذه المدرسة وكل مدارس البنات، ولو قدر لأحدهم أن يصنع من هذه نكتة مثل النكت السائدة عن الـ………!!
قضية الخلاف على إدراج الرياضة كمادة دراسية في مدارس البنات أمر مخجل فعلا، والحديث عن هذه القضية ومناقشتها أصبح مملا، فالموضوع أصلا لا يستحق النقاش ولا كل هذا الجدل، ولو أخذنا الصورة بشكل كلي، سيخرج معنا سؤال واحد: ما الضير في أن تمارس البنات الرياضة ويحركن أجسادهن المترهلة داخل فناء يصطففن فيه صباحا في مدرسة محصنة بالأسوار العالية؟!
يبدو أن هذا السؤال ليس السؤال الصحيح ومن الأفضل أن نعيد صياغته ليكون: من المستفيد من تعطيل قرار وزاري مثل هذا؟ الجواب سيكون لا أحد، فلا الوزارة يعيقها هذا القرار عن أداء دورها ولا البنات يقفن موقف الضد من ممارسة الرياضة، لكن القضية بقيت، كعادة كل القضايا التي تخص المرأة، رهن بعض الفتاوى التي ترى حرمة ممارسة النساء للرياضة بحجة إفسادها وإخراجها من بيتها وتغريبها والتشبه بالرجال.
إذن هي كذلك، قضية الرياضة في مدارس البنات ليست سوى جزء لا يتجزأ من الصراع الدائر حول المرأة وحقوقها، فكل ما يخص المرأة في عرف المتعصبين محرم، من قيادة السيارة إلى عمل المرأة إلى رياضة مدارس البنات.
وطبعا المرأة لا شأن لها بكل هذا الجدل تكتئب. تمرض. تموت. لا يهم، المهم ألا تخرج من البيت لأي سبب ولا تمارس الرياضة حتى لا تكون فتنة!!
حسن الحارثي
نقلا عن “الوطن”