أسئلة بريئة عن الرياضة النسائية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عادت الرياضة النسائية إلى واجهة الصحافة السعودية في الأيام القليلة الماضية من خلال الأخبار التالية:
أولا: تصريح وزير التعليم الذي أبقى الباب مفتوحا للمستقبل بعدما اختصر إجابته بكلمة “لا” عند سؤاله عن إلزامية تطبيق التربية البدنية في مدارس البنات.
ثانيا: تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب بأن الرئاسة تتوجه إلى دعم الفتيات من خلال استحداث برامج رياضية خاصة بهن، وأنه لا يوجد أي مانع شرعي لممارسة الفتاة للرياضة، وأن الرئاسة ستعمل على تسوية الكفة بين الشباب والفتيات ضمن الضوابط الشرعية المتبعة في المملكة.
ثالثا: تصريح نائبة شؤون تعليم البنات بأن الوزارة تخطط للتوسع في إنشاء الأندية الرياضية في المدارس للبنين والبنات، لافتة إلى أن أندية البنين تزداد بوتيرة أكبر من أندية البنات، وأن المحاولات تجري لتكون أندية البنات منافسة لأندية البنين.
السؤال المطروح: لماذا هذا الاعتراض المبالغ فيه على حق أصيل من حقوق المرأة؟ ما المشكلة في أن الفتاة أو السيدة تمارس الرياضة بين بنات جنسها في المدرسة أو البيت أو في النوادي المخصصة لهن؟! خاصة أن الإحصاءات الحديثة تشير إلى أن حوالى نصف الإناث السعوديات غير ممارسات لأي نشاط بدني على الإطلاق، وكذلك ارتفاع نسبة إصابة السعوديات بأمراض السكر بنسبة 12% وهشاشة العظام بنسبة 67% أما السمنة لدى السعوديات بلغت 52%، بينما لدى الرجال بلغت 20%، والسبب الرئيس يعود إلى الإهمال في ممارسة الرياضة البدنية، كما أثبتت دراسات أسترالية حديثة أن 90% من النساء المصابات بالاكتئاب تعود أسباب إصابتهن إلى عدم ممارستهن الرياضة البدنية.
وأظهرت دراسة تربوية حديثة في السويد تتبعت 200 طالب وطالبة لمدة تسع سنوات، فوجدت أن 96% من الطلبة في مجموعة التربية البدنية المكثفة “5 حصص في الأسبوع”، حققوا درجات دراسية عالية في المواد الدراسية مقارنة مع 89% في مجموعة التربية البدنية العادية “حصة واحدة في الأسبوع”.
وفي حقيقة الأمر لم أتفهم إلى الآن لماذا هذه الممانعة؟ ولا أخفيكم بأني حاولت أن أعصر دماغي وأتخيل أسباب المعارضة فوصلت إلى هذه الأسئلة البريئة:
1- نعلم جميعا أن الملاعب الرياضية أسوارها عالية ولكنها عادة بلا أسقف، السؤال: ماذا لو مرت طائرة فوق هذه الملاعب وكشفتها، خاصة مع وجود خدمة “جوجل إيرث”؟ ما الذي يمكن أن يحدث؟ ما الحل في رأيكم؟
2- ألوان الملابس الرياضية، ماذا لو كانت مغرية لبعض النسوة الأخريات؟ هل سيسمح بجميع الألوان أم يكتفى باللون الأسود؟
3- بعض السيدات يحضرن إلى الملعب ومعهن خادماتهن حتى يشجعنهن، خاصة أن ظاهرة التشجيع أصبحت متفشية عند الكثير من النسوة، السؤال: ماذا لو كانت الخادمة “كافرة” فهل تشجع أم لا؟
4- الكل يعرف أنه لا بد من وجود حكم كما في الملاعب الرجالية، السؤال: ماذا يمكن تسمية السيدة في الملاعب النسوية؟ هل يمكن تسميتها “حكمة”؟ “طيب” لنفترض أنه حصل خلاف بين اللاعبات وتضاربن في الملعب فهل تحكم بينهن امرأة؟ تذكرت هنا مقولة قديمة من الممكن الاستفادة منها، وهي لسيدة عجوز كانت تشاهد مباراة في كرة القدم إذ قالت: “ليش يتضاربون على الكورة، ليه ما يجيبون لكل واحد كورة وخلاص”؟!
علي الشريمي
نقلا عن “الوطن”