الزي السعودي.. الصورة النمطية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
خلال بعثتي الدراسية الطويلة كان من الروتين أن أحمل في حقيبتي هذه الرموز الجوهرية الثلاثة. الأول علم بلادي الذي كنت أرفعه بكل فخر على نافذة كل شقة أو منزل في دولتين وأربع جامعات وأربع مدن. الثاني صورة الأب الغالي، راحلنا الكبير فهد بن عبدالعزيز، يوم كان مالئ الدنيا، ويوم كنت إحدى ثمار عهده الميمون الذي فتح أمامي أبواب العلم وشارع المستقبل. الثالث ليس إلا الزي الوطني العربي السعودي الذي كنت ألبسه في الأعياد الدينية والمناسبات الجامعية بكل زهو الانتماء وتأكيد الهوية.
واليوم سأكتب عن الثالث، فقد كنت ما قبل البارحة ضيفا هاتفيا لبرنامج “يا هلا” مع الصديق علي العلياني في حوار حول خطورة ارتداء الزي العربي السعودي في عواصم عالم اليوم.
قلت له وسأقول ما يلي: تعرض هذا الزي الوطني العربي السعودي خلال الثلاثين عاما الأخيرة إلى هجمتين خطرتين تكفيان وحدهما لحصار ما يقارب مليون سائح أو طالب سعودي في الخارج، وهو ما يسمح لنا أن نقول لهم جميعا باجتناب لباس هذا الزي الوطني الغالي على كل قلب. الهجمة الأولى كانت في أفلام هوليود التي حاولت تصوير هذا الزي العربي في شكل الثري الغبي في كذبة كبرى حاولت تنميط صورة العربي على أنه مجرد مشلح وشماغ وبئر نفط.
أما الهجمة الثانية فكانت في صور رموز الإرهاب العالمي الذين كانوا يظهرون على شاشات التلفاز بثوب عربي سعودي وشماغ رديء معصوب، وعلى الكتف رشاش الكلاشنكوف الشهير في آلاف التسجيلات والمقاطع. هي صور أسامة بن لادن مثلما هي صور أيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي اللذين لا ينتميان مجتمعا أو ثقافة إلى هذا اللباس البريء النزيه من هذه الصورة. هي أيضاً أولى الصور التي بثت لاثنين من مسلمي بريطانيا من بين الستة المتورطين في تفجيرات مترو لندن الشهيرة، مثلما هي أيضا الصورة نفسها التي بثت لإرهابي حادث تفجير قطار مدريد.
الخلاصة أن ثوبنا العربي السعودي وشماغنا لبسهما كل من لا ينتمي إلى هذه الأرض وهذه الثقافة، في تنميط لصورة بشعة، وبالتالي سأقولها في النهاية ناصحاً: لقد تغير الزمن ولم يعد أيضاً من الأمان أن تلبس الزي ذاته حتى ولو في العاصمة العربية المجاورة.
علي سعد الموسى
نقلا عن “الوطن”