أيتام سلمان بن عبدالعزيز
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أنا في كامل الثقة أن عصر سلمان بن عبدالعزيز سيكون عصر رعاية الأيتام وأن الأيتام سيكونون صبغة البعد الإنساني لمرحلة سلمان بن عبدالعزيز. السبب واضح وبسيط: خلال عام واحد كُسر -بضم الكاف– ظهر هذا الأب الغالي برحيل نجليه الأكبرين، فهد وأحمد، في قصة مأساوية وتركا للجد بضعة من الأطفال الأيتام. هؤلاء الأيتام هم من غير الجدول اليومي الصارم في “حياة أمير” عاشق للدوام المبكر ولليوم المزدحم الذي لم يكن به مكان لعائلة أو قيلولة.
الذي قد لا يعرفه الكثير أن هذا الجد الأب وضع من جدول الغداء العائلي عند الساعة الثالثة موعدا مقدسا لالتقاء الأبناء والأحفاد على الطاولة ذاتها. سأذكر بالمناسبة هذه القصة: كنت مع سلطان بن سلمان في زيارة قصيرة إلى سراة عبيدة وهو يقضي نصف المشوار في محاولة إقناع بنت أخيه اليتيمة أن تذهب إلى الطبيب وهي ترفض أن تذهب دون حضور “العم” معها إلى العيادة. وفي طريق العودة كان “الجد” يتصل بابنه مؤنبا ومعنفا للابن على إهمال موعد هذه اليتيمة. ومن يومها عرفت أن “آل سلمان” يتصرفون مع بعضهم البعض بطباع الأسرة وهمومها وقصصها بعض النظر عن الأسماء والسمو والمناصب.
هنا تبدأ زبدة المقال: من هو الذي سيقول لأبي الأيتام، سلمان بن عبدالعزيز إن أيتام “أم سلمان” التهامية، رحمها الله، كانوا ما قبل الأمس على وشك الخروج إلى الشارع من شقتهم المؤجرة لولا حالة إنقاذ متأخرة من محسن كريم، من هو الذي سيقول لأبي الأيتام، إن أطفال “عائشة وعبدالرحمن” يتناوبون حراسة منزلهم المتواضع في أطراف الخبت لحماية أختين من نزوة مراهق أو سطوة سارق.
من هو الذي سيقول لأبي الأيتام إن ما لا يقل عن مئة طفل وطفلة ينامون هذا الشتاء تحت بطانية مهترئة لكل اثنين من مركز إيواء خاص تبرع به محسن فاضل منذ ثلاثين سنة، من هو الذي سيقول لسلمان الأيتام، إن صالحة وفاطمة، يحلمان اليوم بهاتف جوال كي يتباهيا به في مدرستهم المتوسطة، من هو الذي سيرفع بكل صدق ووضوح قصص هؤلاء الأيتام في مختلف الظروف إلى الأب الإنسان سلمان بن عبدالعزيز، ومن هو الذي سيقرأ أن هذا الملك الأب ليس إلا قصة من سيرة خاصة مع الأيتام في حياته الخاصة.
علي سعد الموسى
نقلا عن “الوطن”